عندما تدفعك الظروف او المشاغل لزيارة الولايات المتحدة الامريكية او احدى دول الاتحاد الاوروبي او اي دولة تحترم فيها حقوق الانسان وتقدس فيها الخصوصية , فأنك من الطبيعي ان تصدم عندما تسمع جملة غريبة ( هذا ليس من شانك ) حينها يقتلك الفضول في حشر نفسك فيما لا يعنيك , وهذه الجملة لا تدل على الوقاحة او قلة التهذيب او البرود وفقدان أصحابها لشغف المعرفة ونهم الفضول , وانما تدل على احترام الخصوصية
أجدادنا ملئوا الموروث الشعبي الليبي بالأمثال الشعبية التي تحاكي واقعنا عبر مر العصور , ومن بين هذه الامثال قول ( انت شنو حرك شعيرك ؟ ) ويطلق هذا على أولئك المندفعون والمندسون اصحاب الانوف الطويلة المحشورة فيما ليس لهم فيه شأن , وربما يستخدم ايضا في هذا الحال مثل اخر يقول ( يا شاقي بهم الناس , همك من يشقى بيه )
اتصور ان اذ استخدمنا اداة لقياس معاير القضية الوطنية والذي يمكن ان نسميه ( بالوطنيوميتر) ففي اي نقطة نسجل اهمية قضية الخاشقجي امام قضايانا المتراكمة والمعقدة حتى نبتنى قضايا الغير , فهو مواطن سعودي من قارة اسيا , واختفى في دولة تركيا على اعتاب قارة اخرى , اي ان الامر ليس امن اولياتنا , لا من قريب ولا من بعيد ناهيك على ان الاحرى بنا ان نتضامن مع المغيبين قسرا بيننا وهم في قائمة تطول تبدء من ( معز بانون , عبدالمطلوب السراحني , بوعجيلة الحبشي , عبدالسلام المهدوي ) والقائمة تطول لنقف عند اعتاب كل بيت وزنقة وعند كل ام ليبية مكلومة , اليس من الاولى ان نهتم بانفسنا ؟
اعود وأتساءل عن من يكتب احد ما ( اختفاء خاشقجي ) ارد متسائلا ” انت شن حرك شعيرك ؟”
وهذا ليس تجنيا على خاشقجي ومورديه واسرته , بل نتمنى ان يعود سالما لأهله ولبلاده السعودية وان يعود كل مفقود لذويه , الا اننا نقصد بهذا اولئك المندسين وراء المواقف المزيفة , سماسرة الاحداث , من يغدوها بالكراهية والحقد , من سيوظف هذه القضية بالسلب او ايجاب لتخدم حزبه او جماعته او رؤيته او مشروعه الانتخابي
فحتى لا يترك المجال للفضوليين والمنغمسين في اقتحام خصوصياتك واملاء عليك ما استطاعوا اليه سبيلا , الا اننا يفرضون عليك آرائهم وافكارهم وهوياتهم وحتى تبني قضاياهم , اننا نؤكد سيادتنا على انفسنا وقضايانا واوطاننا , ولا نرغب في من يتدخل فيها ولا احد يرغب في ان يتدخل متطفل في شؤونه
للكاتب : إبراهيم بلقاسم
ملاحظة : المقالات تعبر عن رأي صاحبها ولا تعبر عن رأي أسطر مع احترامنا لكل الآراء
تعليق واحد
[…] إبراهيم بلقاسم يكتب ” جمال خاشقجي اختفى … وانت شن … […]