الرئيسية مقالات إبراهيم بلقاسم يكتب … ” قد يكون العارف مش عارف “

إبراهيم بلقاسم يكتب … ” قد يكون العارف مش عارف “

الأربعاء 28 نوفمبر 2018 - 1:32 م

برغم من اني من مؤيدي الحلول السلمية المبتكرة لمعالجة أزماتنا المتكررة والمتراكمة التي باتت اشبه بكرة من الثلج تكبر بمرور الأيام , تختلط فيها المطالب بالمطامع وتختفي فيها النوايا ويبرز فيها صوت ( براغماتي ) يسعى للوصول إلى الهدف مبررا لأي وسيلة

فما لبث أن طفى على سطح المشهد هذا الشعور الا وافلتت ( شيشمة ) المبادرات والرؤى على مصرعيها كسيل مطر يناير دون وجود ( مجاري ) لتصريفها , ونكرر ساخرين منها ” نحتاج مبادرة لسن قانون تنظيم مبادرات ”

تلك المبادرات هي حوصلة لحلول جهنمية ( اقتصادية وسياسية وإدارية ) تتناطح فيها الأفكار لتخرج أحيانا برؤية تسليم السلطة , واخرها استحداث منصب رئيسا للدولة ممنوحا للقضاء , واخرى تسليم السلطة التنفيذية المطلقة بشكل مؤقت لحين اجراء الانتخابات لإحدى مؤسسات الدولة فمنهم من يرى أن الجيش أحق , ومنهم من يرى أن المحكمة العليا أحق , ومنهم من يرى وضع أشخاص بعينهم رؤساء مؤقتين للدولة هو الحل , واخيرا مبادرة لاكاديميين احدى الجامعات ” وزيد امية زيد دقيق ” , الا ان كل تلك المبادرات غير عملية وغير مجدية على حد فهمنا لتلك المبادرات بمبدأ ” لو صلحت لدامت وعُمل بها ”

لا ابالغ ان قلت ان وصل عدد المبادرات المقترحة منذ عام 2013 إلى يومنا هذا إلى نحو 122 مبادرة ويحقق الرقم القياسي في طرح المبادرات عضو المؤتمر الوطني العام السابق (منعم اليسري) الذي اجتهد بنائها على دراساته العلمية وعمله البرلماني والسياسي أيضا لابتكار مخارج ومثالب المختنقات في السلطة التشريعية آنذاك إلا أن صراع الاحزاب لم يترك لصوت الوسط مكان .

تظل المبادرات والرؤى حبيسة لأهواء اصحابها الى ان يقضى الله امرا كان مفعولا , وتظل خرائط الطرق التي اقترحت في ليبيا أشبه بدوامة تأخذنا في طريق سريع نحو ” قلب الرحى ”

فأولى بنا ان نطرح سؤالا جوهريا يبيّن جزءا اساسيا واقعيا في أزمتنا الا هو ”  هل يثق الليبيون في بعضهم البعض ؟ ”

تجربتنا التاريخية في عام 1949 بمختلف توجهات الاباء المؤسسين آنذاك وارائهم والفصائل السياسية المندفعين نحو بحثا عن حل لمشكلة الدولة الخارجة من حكم المتصرفية ( الإقاليم الثلاث ) والتي تعثرت بسقوط المشروع بين الصراعات السياسية والقبلية واثارها , إلا ان ثقتهم في  ادريان بلت الهولندي والذي عمل في ليبيا منذ عام 1926 مبعوثا لهولندا الي طرابلس لتعزيز التجارة وحماية السفن الهولندية في البحر الأبيض المتوسط ,عين كمفوض سامي للأمم  المتحدة في ليبيا  ساعدتهم ليقدم اكبر خدمة لليبيين في مساعدتهم في الخروج من جبروت دول المحور بد الحربة العالمية الثانية ودفع قضية ليبيا نحو الاستقرار ثم الاستقلال.

اما اليوم بحسب استطلاع راي اجراه احد المواقع الليبية عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك فإن اقل من 22% فقط من الليبيين يثقون في بعثة الأمم المتحدة , و 10% يثقون في الساسة الليبيين , وهو مؤشر سلبي جدا اننا نسير بلا بوصلة او إرادة وهذا هو السبب !؟

ولهذا اظل ( مش عارف ) ان كانت تلك المبادرات فاعلة لأنها كما يقول المثل الليبي ( ولدي علي ايدي وندور فيه ) اي ان حل أزماتنا امامنا بشكل واضح وهو ( نزع السلاح ) ونحن نبحث عن حل وهمي بعيد هو إنشاء دولة على السحاب وكأن من يقترح اليوم لا يفهم أو يعيّ أن مشكلتنا الحقيقية هي نزع السلاح في ليبيا

 

للكاتب : إبراهيم بلقاسم

ملاحظة : المقالات تعبر عن رأي صاحبها ولا تعبر عن رأي أسطر مع احترامنا لكل الآراء

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.