الرئيسية مقالات علي العكرمي معلقا على وفاة التهامي خالد “لمن الملك اليوم”

علي العكرمي معلقا على وفاة التهامي خالد “لمن الملك اليوم”

السبت 13 فبراير 2021 - 2:50 ص

لمن الملك اليوم … لله الواحد القهار …
ما أشبه الليلة بالبارحة …
بلغني وفاة رئيس جهاز الأمن الداخلي السابق ” التهامي خالد ” فعادت بي الذاكرة إلى شهر مايو 1984 م .
وقضية ما عرف وقتها بأحداث باب العزيزية ..
اقتيد الأستاذ الجامعي د . ” عبدالمنعم قاسم النجار ” إلى مبنى جهاز الأمن الداخلي ومنه إلى سجن أبي سليم الرهيب … كانت التحقيقات تجري تحت إشراف جهاز الشرطة العسكرية برئاسة ” خيري خالد ” ، ويباشرها التهامي خالد بنفسه .
كانت أجواء الرعب تحيط بالمكان من كل جانب .. أحضر د . ” عبد المنعم قاسم النجار ” إلى مكتب ” التهامي خالد ” . طلب منه أن يظهر على شاشات التلفزيون ويعترف بأنه كان يجمع المعلومات عن السجناء السياسيين ويبعث بها إلى المعارضة بالخارج . قال له د . النجار : ” لم اقم بمثل هذا العمل ” ..
رد عليه التهامي : ” أعرف ذلك تماما .. وملفك في الأمن الداخلي أنظف من ملفي .. وبما أنك أستاذ جامعي فلا بد أن تمتثل لهذه الأوامر ” . رفض د . عبدالمنعم الاستجابة …
نقل الدكتور إلى حجرات التعذيب .. كان نحيل الجسم ، هش البنية . استقبله شخص ضخم الجثة ، أسمر لون البشرة ، ومعه أحد كلاب الأثر ، المدربة ، من ذوات الرتب ، التي تعرف أين تعض ، والعمق الذي تعض فيه . . رضخ د . عبدالمنعم لطلبات التهامي خالد ، بعدما تعرض للضرب المبرح ، وظهر على شاشات التلفزيون ، وعلامات التعذيب بادية على وجهه واعترف بما طلب منه .
أمضى د . عبد المنعم في السجن سبعة عشر عاما بدون محاكمة . خرج من السجن سنة 2001 م . وهو يعاني من شيخوخة مبكرة ، ومصاب بنصف جلطة ، ولم يعمر بعدها طويلا ، وانتقل بعد عام من الإفراج عنه الى الرفيق الأعلى .
إن كنت أنسى فلن أنسى رفيقي لسنوات طوال في نفس الزنزانة د. عبد المنعم النجار ، في صباح الأيام الشتوية الباردة ، بين السابعة والنصف والثامنة من كل صباح ، وما ينتابه من لوعة ، وحزن وقلق وهو يتذكر أبناءه وهم ذاهبون الى المدرسة وما يمكن أن يتعرضوا اليه من متاعب في ذلك الطقس البارد .
اليوم يلتقي الفريقان وجها لوجه بين يدي الملك الديان .
فريق يضم ” معمر القذافي ” و ” خيري خالد ” و ” محمد المجدوب ” و ” عامر المسلاتي ” و ” أحمد مصباح ” و ” التهامي خالد ” …. والفريق الآخر يضم ” الشيخ ” محمد البشتي ” و ” أحمد حواص ” و ” محمد الشيباني ” و ” الصادق الشويهدي ” و ” حسن كردي ” و ” محمد هلال ” و ” عامر الدغيس ” ” و “عثمان زرتي ” و د . ” عمرو النامي ” و القوافل من الشهداء الذين عمدوا بدمائهم الزكية ثرى هذا الوطن المعطاء …

وسوم:

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.