أكد رئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو تاجاني وجود انقسام داخل الاتحاد الأوروبي بشأن آخر تطورات الأحداث في ليبيا، رغم وحدة الموقف الرسمي للكونفدرالية الأوروبية .
وأشار تاجاني إلى أن إيطاليا وفرنسا منقسمتان بسبب “مصالحهما المتضاربة” بشأن ليبيا، حيث شنت القيادة العامة للجيش بقيادة المشير خليفة حفتر في بداية الشهر الجاري هجوما مسلح على العاصمة طرابلس الواقعة تحت سلطة حكومة الوفاق المعترف بها دوليا.
وتطرق رئيس البرلمان الأوروبي إلى دور فرنسا وبريطانيا في الإطاحة بنظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي عام 2011، واصفا ذلك “بالخطأ الذي أشاع الفوضى في البلاد”.
وقال: “نحتاج إلى مزيد من الوحدة. نريد كأوروبيين الحديث بصوت واحد، لكننا لسوء الحظ منقسمون بهذا الشأن”.
وقدمت فرنسا التي تمتلك أصولا نفطية في شرق ليبيا الدعم العسكري لحفتر على مدى الأعوام الأخيرة، حسب مسؤولين ليبيين وفرنسيين، فيما تدعم إيطاليا التي لا تزال لاعبا رئيسيا في قطاع النفط الليبي رئيس المجلس الرئاسي التابع لحكومة الوفاق فايز السراج.
وسبق أن أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني من لوكسمبورغ الاثنين الماضي عن ضرورة أن توجه أوروبا رسالة موحدة إلى الفرقاء الليبيين من أجل “تطبيق كامل لهدنة إنسانية وتفادي أي عمل عسكري وتصعيد آخر والعودة إلى المسار السياسي”.
نقلت وكالة رويترز عن مصادر دبلوماسية أن فرنسا عرقلت صدور بيان عن قادة الاتحاد الأوروبي يدعو إلى وقف هجوم قوات حفتر الذي يستهدف اجتياح العاصمة الليبية , ما يعزز يعزز اتهامات أطراف ليبية من داخل حكومة الوفاق وخارجها لباريس بأنها تدعم الهجوم رغم أن الأخيرة نفت علمها به مسبقا عبر اتصال اجراه الرئيس ماكرون بالرئيس المجلس الرئاسي فايز السراج .
وجاء في مسودة البيان المشترك الذي كان سيصدر عن القادة الأوروبيين الذين اجتمعوا أمس الأربعاء في بروكسل، أن الهجوم “يعرّض للخطر السكان المدنيين ويعرقل العملية السياسية، ويهدد بمزيد من التصعيد مع عواقب خطيرة على ليبيا والمنطقة، بما في ذلك التهديد الإرهابي”.
مجلس الأمن
وفي نيويورك، عقد مجلس الأمن الدولي أمس جلسة طارئة مغلقة بشأن التصعيد الجاري في ليبيا، وسط تباينات في مواقف الدول الأعضاء بالمجلس.
واستغرقت الجلسة أكثر من ساعتين، وقال دبلوماسيون في الأمم المتحدة إن المجلس يدرس بيانا أو مشروع قرار يطالب بوقف إطلاق النار. لكن المجلس فشل قبل أيام في إصدار بيان بعد رفض روسيا الإشارة إلى حفتر بالاسم.
وعقب الجلسة مباشرة، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى وقف القتال لتجنب معركة دامية في طرابلس، مؤكدا أنه لا حل عسكريا للصراع، ومشددا على ضرورة استئناف الحوار السياسي.
وعلى غرار غوتيريش، أكدت مندوبة بريطانيا كارين بيرس أنه لا يوجد حل عسكري للصراع في ليبيا، وأنه يتعين التوصل إلى تسوية سياسية شاملة.
من جهته، طالب مندوب ألمانيا في مجلس الأمن كريستوف هيوسغن بحل سياسي للأزمة الليبية، وتساءل عن سبب عجز مجلس الأمن عن وقف هجوم حفتر على طرابلس.
وكان مصدر من حكومة الوفاق الليبية قال إن رئيسها فايز السراج وجه قبيل الجلسة المغلقة رسالة رئيس مجلس الأمن الدولي أكد فيها على حق حكومته في الدفاع عن طرابلس، وكان أعلن قبل ذلك أن قواته لن تتوقف عن القتال حتى تعود قوات حفتر من حيث أتت.