قال القائم بالأعمال لدولة ليبيا والممثل عن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني بمجلس الأمن السفير المهدي المجربي في كلمته اليوم الخميس الموافق 28 فبراير أمام مجلس الأمن في جلسته التي خُصصت للحديث عن اسكات صوت السلاح في افريقيا، ” أن الجهود التي يقوم بها الجيش الوطني الليبي حالياً في منطقة الجنوب ستساهم كثيرا في تنفيذ الاتفاقات الأمنية مع دول الجوار ، وستضع حدا لانتشار الجريمة المنظمة ، مثل الاتجار بالبشر والسلاح والجماعات الإرهابية “.
وأضاف ان ما يقوم به الجيش الوطني في الجنوب ” سيعمل على فرض سلطة الدولة على كامل التراب الليبي وسيحقق الأمن والاستقرار في المناطق الحدودية مع دول الجوار وفي منطقة الساحل ككل “.
تأتي هذه التصريحات بعد ان استنكر في وقت سابق المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني ما يقوم به الجيش في المناطق الجنوبية
وقال المجلس الرئاسي في بيان نشره المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي إن القصف الجوي على مرزق تسبب ” في أضرار مادية وترويع للمواطنين الأبرياء وإصابة أعداد منهم» داعيا ” إلى التوقف الفوري لمثل هذه الأفعال حفاظا على السلم الأهلي وحقنا للدماء”.
ورأى أن ذلك “لا يتحقق بالاندفاع نحو حلول عسكرية تهدد أمن المدنيين وحياتهم»، مشددا على ضرورة «توحيد الجهود والتنسيق من خلال عمل مدروس منظم وشامل، وترتيبات أمنية موحدة”.
وأضاف ” إن هذه التصرفات ستعيدنا إلى الوراء، ونحن على أبواب حل الأزمة في بلادنا عبر توحيد المؤسسات وإجراء الانتخابات، لتجتاز بلادنا المحنة ونصل بها إلى بر الأمان”..
وأكد الرئاسي في ختام البيان أن”الجنوب يمثل أهمية بالغة لاستقرار ليبيا، لا يجب أن يصبح ساحة لتصفية الحسابات السياسية أو يكون مدخلا للفتنة بين مكوناته الاجتماعية والثقافية، وهذا ما لن نسمح بحدوثه أبدا”.
يذكر ان الرئاسي كان قد طالب مجلس الامن في وقت سابق تدخل مجلس الامن ، حيث طالب مندوب ليبيا في الأمم المتحدة صالح المجربي مجلس الأمن الدولي باتخاذ إجراءات عاجلة لوقف الأعمال العسكرية التي يشنها الجيش جنوبي البلاد، والتي من ضمنها قصف مهبط مطار حقل الفيل النفطي
ويشار الى ان هذا التغيير في خطاب المجلس الرئاسي جاء بعد مباحثات أجريت في العاصمة الإماراتية ابوظبي والتي استقبلت الأيام الماضية كل من رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح وقائد عام الجيش التابع لمجلس النواب خليفة حفتر ورئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله
فهل ما حدث من تغيير في خطاب الرئاسي لمجلس الامن نتيجة اتفاق ما حدث في الامارات ؟ ام ان ضغوطاً مارستها ابوظبي على السراج جعلته يتراجع عن موقفه السابق ؟