انتشرت بعد ثورة 17 فبراير في ليبيا ظاهرة التسول التي لم يعتد عليها الليبيين حتى وان كانت موجودة في عهد القذافي سابقا الا انها لم تكن بهذا الكم الملحوظ بشكل لافت
وقد رصدت أسطر الانتشار الكثيف ليلة الاحتفال بالذكرى الثامنة لثورة السابع عشر من فبراير لعصابات التسول في اغلب الطرق المؤدية لميدان الشهداء حيث انه من جزيرة باب العزيزية الى جزيرة جامع القدس لا يقل عن عشرة متسولات او اكثر ينتشرن في طريق واحد فقط ناهيك عن باقي الطرق ..!! دون أن يتعرض لهن أي من رجال الأمن ..!!
اذ لا يكاد يخلوا شارع عام او سوق او مسجد من بعض المتسولين الذين يقفون بين الإشارات الضوئية او في الأماكن العامة يطلبون المال من المارة وأغلبهم من النساء والأطفال مع غياب تام للأجهزة الأمنية والاجتماعية المسؤولة عن محاربة التسول
اغلب المتسولين في ليبيا هم من العرب والافارقة وخاصة من يحملون جنسيات كل من تشاد والنيجر ومصر وجلهم من الأطفال والنساء ، التسول بالنسبة لهم هو مصدر رزقهم ومهنة يومية ، يتقاسمون الأماكن بل هناك من يؤجر المكان من الآخر لجلب المال من الليبيين الكرماء الذين رغم علمهم باحتيال هؤلاء الا ان منظر الأطفال مع امهاتهم بين غبار ودخان السيارات يجعل البعض منهم يعطي من ماله بنية المساعدة
يشار الى ان الاحتيال جعل من هذه العصابات الأجنبية المنظمة تتفنن في استعطاف الناس ومن احد هذه الأساليب هو حملهم لجوازات سفر ليبية من الإصدار القديم ” جواز السفر الأخضر ” ولبسهم للباس الليبي التقليدي أو النقاب والعباية الإسلامية لإيحاء الاخرين بأنهم مواطنين ليبيين فقراء يتسولون من اجل أطفالهم
كما ان هناك اطراف أخرى ليبية تمتهن التسول ومنها بعض متعاطي المخدرات الذين يحملون أوراقا مزيفة يدعون فيها انهم يجمعون المال لإجراء عمليات جراحية لأقاربهم أو من يحاول الادعاء بأنه معرض للطرد هو وعائلته بسبب عدم قدرته على دفع الايجار وكلها أساليب احتيال لا صحة لها ، حيث ان يومية المتسول قد تصل أحيانا كثيرة الى اكثر من 500 دولار واكثر من الراتب الشهري لطبيب في ليبيا
كل هذا يحدث أمام رجال الامن الذين نادرا ما يقتربون من المتسولين للقبض عليهم ، وبالرغم من ان الليبيين حفظوا اغلب الحيل التي يستخدمها المتسولين ، لكن دائما يعتمد المتسول في أداء مهمته على القلوب الطيبة
ولا نعلم لماذا لا يتم القبض على هؤلاء وترحيلهم لبلدانهم ..!!