لاشك أن الحرب عادة ما يدفع ثمنها الأبرياء خاصة أولئك الذين يتقدمون لمساعدة غيرهم، في الحرب جوانب عدة مأساوية لعل قصص موت الأبرياء أبرزها .
في طرابلس وتحديداً جنوبها تشهد مناطق عدة توتراً ومواجهات دمية أعقبت قتلى وجرحى أغلبهم من المدنيين .
هيثم احنيش إحدى القصص المؤسفة التي انتهت بمقتل شاب ثلاثيني لم يكن ذنبه سوى أنه دخل منطقة خلة الفرجان لإنقاذ عمته التي احتجزت نتيجة المواجهات الدامية في الأحياء السكنية ، قُتل هيثم بدم بارد من قبل إحدى الجماعات المسلحة بحسب ما يقول أحد المقربين منه ، و وجد مرمياً جثة هامدة في طريق الأبيار ، الخميس بعد أن فُقد منذ يوم الثلاثاء الماضي .
ليس هيثم فقط !
مالك القنصل شاب ليبي يقيم في العاصمة الليبية طرابلس لم يتجاوز عمره 27 عاماً ، عرف عن مالك موقفه الإنسانية ومساعدة الناس ويقول أحد أصدقاءه أنه دائما ما كان مالك يعمل على تقديم يد العون لغيره والوقوف مع من يحتاج المساعدة .
مساء الأربعاء كتب مالك عبر صفحته الشخصية على فيسبوك أنه يبحث عن أحد سكان منطقة عين زارة والخلة يساعده مع ساعات فجر الخميس للدخول إلى منطقة وادي الربيع وإنقاذ عائلة عالقة جراء الاشتباكات، وأضاف مالك أنه أيضا سوف يتجه بعدها إلى منطقة الخلة لإنقاذ 5 عائلات أخرى عالقة .
ويبدو أن مالك قد اتجه وحده لإنقاذ عائلة بمنطقة وادي الربيع ، لكنه فُقد في المنطقة وحتى الآن لا معلومات عن مصيره .
مالك وهيثم يمثلان قصتا شابين اختارا مساعدة غيرهم وتقديم يد العون لكن الفقد أو الموت كان مصيرهما، فـ الحرب لم تخطف من يقاتل فقط فالجنود المجهولة الخيرة أيضاً وهي تلك التي ليست طرفا في الحرب ، يقتنصها الرصاص ويرديها قتيلة ويحرمها ظلماً حق الحياة .