نشر موقع ناشيونال انترس أن في الذكرى الـ 38 على حادثة خليج سرت الشهيرة في 19 اغسطس1981 ، حيث اسقط سلاح الجو العربي الليبي قام اثنان من طراز F14 مقاتلة التابعة لأسطول البحرية الأمريكية بطائرات من نوع سوخوي 22 من السرب 1022 بقاعدة القرضابية
أفاد توم كوبر وألبرت جراندوليني وأرنود ديلالاندي في كتابهم الحروب الجوية الليبية الجزء الثاني ويروي الكتاب الأحداث التي دارت بين عامين ( 1985-1986 ) وفقا لأقارب الطيارين الليبيين قادة الطائرة سوخوي 22 ام تحمل رقم 1022 سرب لاف ومقرها قاعدة القرضابية أب جنوب مدينة سرت تحت قيادة الرائد عبد السلام جلود. وكان قائد القاعدة آنذاك العقيد دومة رمضان زيد.
بحسب رواية الكتاب فان قتال جوي دار بين طائرتي سوخوي وF14 دام الى وقت قصير إلى حد ما , باعتبار ان الرادار الليبي قد اكتشف ثمانية طائرات من طراز F-14 في وقت مبكر من صباح ذلك اليوم قد عبرت اثنان منها “خط الموت” وانتهكوا المجال الجوي الليبي ذي السيادة فوق خليج سرت.
تم إرسال اثنين من طراز سوخوي 22 من قاعدة القرضابية رداً على ذلك العدوان ، قادهما النقيب بلقاسم إمسيك الزنتاني ، والملازم أول مختار العربي الجعفري وتلقوا الأمر “باسقاط المتسللين”.
يروي الكتاب ان بمجرد اقتراب التشكيلين رأى الملازم امساك الزنتاني طائرتين من طراز F-14 يسيران بينما لا يزالان أمامه – مجرد رؤية , اتخذ الزنتاني منعطفًا صحيحًا وأجرى “مناورة مفاجئة” والتي كان من المفترض أن تجعله في موقع خلف أحد الطائرات F14 مباشرة.
(الفريق طيار بلقاسم امسيك)
بعد لحظات أطلق صاروخًا و “دمر” طائرة من طراز F-14 ، مما أدى إلى مقتل قائدها ، القائد هنري كليمان رغم من ان الطائرة تحمل مكونه من مقعدين ، ولا يشير إلى المصير المزعوم الملازم ديف فينليت وهو الضابط المسؤول على اعتراض الرادار مع كليمان بحسب الرواية الليبية
يقول الموقع ان الزنتاني قدم الدليل على ادعاءه وهي قطعة من الطائرة F14 كان يقودها كليمان ، وان الزنتاني اكد حطام الطائرة F14 ومقتل كليمان ونقلت القطعة لتكون في مقر قاعدة القرضابية
استرسل الموقع في نقل شهادة اقرباء الطيارين الليبيين بان طائرتهما تعرضت لهجوم من ستة طائرات F14 الآخرين وتم إسقاطهم.
خرج الزنتاني والجعفري على بعد حوالي 75 كيلومتراً قبالة ساحل سرت ، ورأى الزنتاني طائرة من طراز F-14 تحلق فوقها حتى لمس الماء.
يشير الكاتب إلى أن الوعي الظرفي للزنتاني والجعفري كان ضعيفًا للغاية ، وان بعض أجزاء القصة التي سردها تبدو ملفقة ولا تتناسب مع الوقائع والادلة آنذاك وهي أن كليمان قدم منعطفًا قليلا أمام طائرتي السوخوي 22 ، إلا أنه كان في ارتفاع منخفض بنسبة الطائرات الليبية ونظرًا للسرعة والمواقع النسبية لجميع الطائرات ، لم يكن من الممكن أن يستهدف الزنتاني طائرة F14 ” في مناورة مفاجئة”.
ويؤكد الكاتب ان طائرات سوخوي الليبية لم يتمكنوا من العمل بجد بما فيه الكفاية ، فقد انتهى بهم الأمر أمام طائرة هنري كليمان بعد مناورة سريعة وبدء في ملاحقة الجعفري قائد Su-22M.
واثناء المناورة والمطاردة فتح الزنتاني النار على طائرة من طراز F-14 التي رآها تقترب منه من أعلى (طائرة كليمان) ، دون انتظار
أخيرا كشف بلقاسم امساك الزنتاني في رواية انه لم يرى الطائرة F-14 الثانية والتي أسقطت طائرته , يصف الكاتب ان الزنتاني كان غامض إلى حد ما في هذه النقطة ، إلا أن روايته تشير إلى أنه تعرض في وقت لاحق للهجوم من قبل 6 طائرات F14 وأُسقطته . من المثير للدهشة أنه أثناء تقديم تفاصيل مستفيضة حول نجاته من الطائرة بالمظلات في البحر وساعات السباحة أثناء انتظار البحث عن مروحية البحث والإنقاذ للعثور عليه ، لم يذكر الزنتاني مصير طياره على الإطلاق. بقدر ما هو معروف ، نجا الجعفري وعاد بسلام .
تفاصيل أخرى مثيرة للاهتمام في هذا الكتاب وهو السرد حول مزيد من المناقشة بين شخص لم يكشف هويته والقذافي. وفقًا لهذه الرواية ، كان الزعيم الليبي غاضبًا جدًا من فقدان اثنين من طراز سوخوي وسأل ( الشخص مجهول الهوية ) عن سبب شعوره بأن اثنين من القاذفات المقاتلة “غير المناسبة” لاعتراض طائرات F-14. جاء جلود إلى مكتب ( شخص مجهول الهوية ) ، موضحًا أن القرضابية كانت الوحيدة من نوعها آنذاك حيث تتوفر طائرات سوخوي في ذلك الوقت.
بحسب رواية الكتاب فان القائد هنري كليمان قتل ولكن بعد سنوات: قاد طائرة F-A18 التي تحولت إلى أشبه بسلحفاة في أعقاب حادث هبوط مرتبط بالتخطيط المائي في المحطة الجوية البحرية لبحيرة ميرامار في كاليفورنيا (الولايات المتحدة الأمريكية) ) في 3 كانون الأول (ديسمبر) 1985 , وبحسب الرواية الامريكية ان القائد كليمان عرض البيانات الجوية في الجو على الطائرات الليبية سوخوي في 19 اغسطس 1981 , اما الملازم ديفيد ج. فينليت فواصل العمل مع سلاح الجو الأمريكي وأصبح المسؤول التنفيذي عن البرنامج تطوير المقاتلة الأمريكية F35 الحديثة برتبة نائب الأدميرال.