في أعقاب دعوة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في 8 آب/ أغسطس إلى الطرفين للتعبير عن التزامهما بالهدنة الإنسانية بمناسبة عيد الأضحى المبارك، ترحب البعثة بالرد الإيجابي من جانب الطرفين وانخفاض مستوى العنف بشكل ملموس في منطقة طرابلس.
ففي 9 آب/ أغسطس، استجابت حكومة الوفاق الوطني على الفور لنداء البعثة وأعلنت وقفاً أحادي الجانب للأعمال القتالية في جميع مناطق الاشتباكات، شرط أن يوقف الجيش الوطني الليبي جميع العمليات البرية والجوية بما في ذلك الرحلات الجوية الاستطلاعية وكذلك التحركات وتحشيد القوات. وأعلن الجيش الوطني الليبي في 10 آب/ أغسطس، بعد انتهاء الموعد النهائي الذي أعلنته البعثة، عن وقف العمليات العسكرية في ضواحي طرابلس فقط ولمدة 48 ساعة ابتداء من الساعة 1500 في نفس اليوم محددا ًبذلك نافذة زمنية خاصة به.
ورغم الانخفاض الملحوظ في أعمال العنف خلال فترة التهدئة، تلقت البعثة تقارير تفيد بوقوع انتهاكات لهذه الهدنة. ففي ساعات صباح يوم 11 آب/ أغسطس، أفيد بأن نيران الدبابات والمدفعية قد أصابت منطقة صلاح الدين. وفي وقت لاحق من صباح ذلك اليوم، تم إطلاق ثلاثة صواريخ غراد بشكل عشوائي من جنوب طرابلس باتجاه مطار معيتيقة؛ حيث أصاب صاروخان منها المطار وألحقا أضراراً مادية بمدرج الطائرات مما أدى إلى توقف العمليات الجوية مؤقتاً؛ فيما أصاب صاروخ ثالث أحد المباني السكنية في الحي المجاور مما أسفر عن إصابة أربعة مدنيين.
وخلال منتصف النهار، ورد أن نيران الدبابات والمدفعية قد أصابت منطقة كزيرما شمال مطار طرابلس الدولي.
وفي ساعات المساء، أفادت التقارير حدوث مناوشات في منطقة وادي الربيع وصلاح الدين. علاوة على ذلك، تواصل تحليق طائرات الاستطلاع بدون طيار فوق مدينة مصراتة خلال ذلك اليوم. وفي 12 آب/ أغسطس، أفيد بوقوع مناوشات في منطقة الطويشه جنوب مطار طرابلس الدولي، بالإضافة إلى تحليق طائرات الاستطلاع بدون طيار فوق المدينة خلال ذلك اليوم. وتؤكد البعثة من جديد بأن القصف العشوائي للمناطق المدنية قد يشكل جريمة حرب.
كما لم يتم احترام الهدنة في مرزق حيث استمرت أعمال العنف المجتمعي بين مجتمعات التبو والأهالي، مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة 54 آخرين بجروح. كما تلقت البعثة تقارير متواصلة عن إحراق المنازل وعمليات النهب وغير ذلك من الإعتداءات ذات الطابع الانتقامي. وحتى 12 آب/ أغسطس، أدت أعمال العنف المستمرة إلى نزوح حوالي 5000 شخص إلى وادي الطيبة وحوالي 200 شخص إلى منطقة القطرون.
وهنا يود الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة أن يعرب عن استعداد البعثة المتواصل للمساعدة في تسهيل تبادل الأسرى، بالإضافة إلى استعداده لتسمية جهة تنسيق واقتراح آلية لعمليات التبادل هذه بالتعاون مع الطرفين والقيادات المجتمعية المحلية المعنية.
كما يعلن الممثل الخاص عن رغبة البعثة في استخدام مساعيها الحميدة على الفور لتحويل ما تم إنجازه في فترة التهدئة إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وترحب البعثة بالإعلانات الصادرة عن المجتمع الدولي بدعم الهدنة وتجدد اقتراح الممثل الخاص بعقد اجتماع للبلدان المعنية. إذ يتعين على المجتمع الدولي العمل من أجل توفير ضمانات لوقف دائم لإطلاق النار والدعوة للإمتثال لحظر التسليح والالتزام بالعودة بحسن نية إلى عملية سياسية شاملة برعاية الأمم المتحدة لإنهاء النزاع في ليبيا.