قال رئيس الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية بحكومة الوفاق الوطني محمد احميدة العباني رداً على تصريح العارف النايض سفير ليبيا السابق للامارات , أنه خطر ما دعا إليه من فتنة وقطيعة وتحريض
وقال العباني في بيان نشره عبر الحساب الرسمي للهيئة
” فقد اطلعنا مؤخرا على ما نفث به بوق الإجرام السياسي المُنظم المدعو عارف النايض، السفير السابق لليبيا بدولة الإمارات، الذي حكى اسمه حقيقة حاله وحجم مكانته، فلو كان عالما غير عارف لما نطق بفلتات الجهل والفتنة من رأسه بهذا الكم.
يظن هذا المعتوه أن أهلنا وحكمائنا في الشرق لا يعون طبقه الانتخابي؛ الذي يروج له على حساب دماء الليبيين من خلال لقائه المبهرج المشعل للفتنة.
يظن هذا المخذول أن أهلنا في الشرق لا يستشعرون حجم الكارثة الذي أودت بأبنائهم إلى الهلاك في الحرب على العاصمة.
يظن هذا الرويبضة أن أهلنا في الشرق لا يعلمون حِدة عَدائه لسنة النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي يتستر بلسان حب التصوف لاعتلاء سُدة القيادة في البلاد.
يظن هذا المغرور أن أهلنا في الشرق لا يدركون أنه يحرضهم على القتال والاعتداء، ويشعل سعير الفتنة بنار أبنائهم، في الوقت الذي يحتفظ فيه بأبنائه بعيدا عن حرارة الشمس، في أرقى المؤسسات التعليمية والأكاديمية خارج البلاد.
جاء هذا المتلون الملبّس على الناس دينهم بزيه التقليدي الأبيض الذي احتضن تحته قلبه الحاقد الأسود، ليستميل عطف القلوب الغافلة النقية بالمنطقة الشرقية.
جاء يروج لهم أنه سيدخل طرابلس لنشر الدين الحقيقي لمحمد صلى الله عليه وسلم، وكأن أهل طرابلس كَفَرة فجرة، لا يملكون مثقال ذرة من إيمان!
جاءهم بالدعوة للنفير والقطيعة، بدل الإصلاح والمؤاخاة، وكأنه يُحدِّثهم عن عَبدَة الأصنام أيام قريش.
جاءهم فاستمعوا له، ومنحوه آذانهم دون أن يسألوه: لِم لَم تستثمر لقاءنا هذا بنقل وجهة نظرنا إلى نظرائنا من حكماء وأعيان ومشايخ طرابلس، بدلا من إشعال مزيد من الأحقاد والعداوة المُزينة بالوعود الواهمة.
ولا ندري، كيف يُمنح مثل هؤلاء الإقامة والأمان في دول أخرى، وهي ترى كيف أنه لا خير فيه حتى لأهله وأبناء بلده في سبيل تحقيق مآربه وطموحاته الشخصية!
وأن لسانه لا يتورع عن التحريض على الفتنة والقتل والفرقة والقطيعة، في بلد آوته من قبل، واحتضنته، وعدته من أبنائها.
جاءهم ليردد عليهم وعد الشيطان: إني معكم، فلما تراء الجمعان قال إني بريءٌ منكم إني أرى ما لا ترون.
وهذا ما فعله من قبل مع أهل العاصمة وسياسيّيها بمختلف وجهات نظرهم، يوم كان سفيرا لليبيا بدولة الإمارات، على حساب بيت المال الليبي الذي يعول أهلَ هذه البلد الجريحة.
وإنا على يقين بأن الذين قهروا الاستعمار وكشفوا مكره وزيفه من قبل؛ لا يعجزون عن افتضاح من هو دونهم دهاء ومكرا من تلامذتهم ودواجن مؤسساتهم المخابراتية.
وكما قال الله عز وجل: {كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً وَاللهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}.
ولولا أنه ادعى نشر دين محمد الحقيقي بدخول العاصمة بالقتل والدمار؛ لتركنا كلامه هملا ينتشله زبالوا التاريخ، ولكنه أجرم بهذه الجملة من وجهين:
الوجه الأول: أنه كذب على نبينا محمد، صلوات ربي وسلامه عليه؛ ليشوه دينه أمام العالم، مبررا إجرامَه ودعوته لمزيد من الاعتداء، بحجة تطبيقه ونشره على الوجه الحقيقي، وهذه شنشنة عُرفت من قبل العصابات الإرهابية كداعش ومثيلاتها، إذ يقتلون وينتهكون الحرمات ويذبحون، ثم في الآخر يُسندون ذلك لدين محمد صلى الله عليه وسلم، وهو منهم ومن المفتري براء، حتى وضع المسلمون حول العالم في دائرة الهمجية والعبث والإرهاب.
الوجه الثاني: أنه قذف بقوله هذا سكان العاصمة بأنهم على ضلال وكفر، ولم يضع عينا للاعتبار بكبارها وحكمائها ومشايخها وطلبة العلم فيها، فضلا عن عامة الناس الذين تمتلئ بهم المساجد وكتاتيب التحفيظ، ولهم النصيب الأوفر من تعداد المليون حافظ لكتاب الله عز وجل في البلاد.
لكنها الرشاوى المعنوية لبلوغ المنصب المأمول، لمثل هذا المترهب الذي أتى إلى البلاد فوق جماجم أبنائها شرقا وغربا.
ولما بان لنا جهله من خلال هذا الكلم المستقبح الذي ألقاه على رؤوس الأشهاد؛ وجب علينا أن نعلمه بدائيات دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم التي نعلمها لصبياننا في الكتاتيب، قبل أن يضل مزيدا من العباد الذين يصدقون زوره.
دين محمد صلى الله عليه وسلم علمنا أن نحب لإخوتنا ما نحب لأنفسنا، وألا نقدمهم إلى المهالك لننعم نحن وعائلاتنا بالنعيم من خلفهم.
دين محمد صلى الله عليه وسلم علمنا قول الله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}.
دين محمد صلى الله عليه وسلم علمنا أن نتعاون على البر والتقوى، وألا نتعاون على الإثم والعدوان ومعصية الرسول.
دين محمد صلى الله عليه وسلم علمنا أن دماءَنا وأموالنا علينا حرام، كحرمة يوم عرفة، وكحرمة مكة المكرمة، وأننا سنسأل عن كل رقبة تشهد أن لا إله إلا الله محمد رسول الله؛ أريق دمها من أجل الدنيا.
دين محمد صلى الله عليه وسلم علمنا أن هذه الدنيا لو كانت تعدِل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء، فكيف بمن يحرض على سفك الدماء بُغية الولوج إلى رئاستها، والحصول على مغنمها، وهي أوضع من جناح البعوضة.
دين محمد صلى الله عليه وسلم علمنا ألا ننخدع بدغدغة الكلام، لأن من البيان الخطابي سحرا، يُظهر الواقع القبيح بأبهى صورة.
دين محمد صلى الله عليه وسلم علمنا قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}.
دين محمد صلى الله عليه وسلم علمنا قول الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ}.
دين محمد صلى الله عليه وسلم علمنا أن (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
دين محمد صلى الله عليه وسلم علمنا ألا نشابه الكفار في الحروب التي أقاموها في الجاهلية من أجل الدنيا فقال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم( لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض)
دين محمد صلى الله عليه وسلم علمنا أن هناك شيطاينا من الإنس كما أن هناك شياطينا من الجن، وقد قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ}.
دين محمد صلى الله عليه وسلم علمنا أن الرويبضة سيظهر في آخر الزمان، ولما سئل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عن هذا الرويبضة قال: (التافه يتكلم في أمر العامة).
دين محمد صلى الله عليه وسلم علمنا أن ثمت منافقين بين المسلمين، يظهرون من الود ما لا يبطنون ليتكسبوا بين الحين والآخر من مكاسب الدنيا.
دين محمد صلى الله عليه وسلم علمنا أن ننبذ القبلية والعصبية، وأن نمتنع عن القتال تحت رايتها، وأن الفتنة وحدها أشد من القتل.
علمنا دين محمد صلى الله عليه وسلم أن الروح واحدة، فمن البلاهة والبلادة والخذلان أن نُقدمها للإزهاق في اعتداء أو مظلمة تورثنا نار جهنم، حيث لا إعلام زائف، ولا مجادلين يقاتلون عبادةً للدينار والدرهم.
علمنا دين محمد صلى الله عليه وسلم ألا نروع الآمنين ونقتلهم جزافا دون وجه حق شرعي، تبرؤ به الذمة يوم القيامة، يوم يتعلق المقتول بالقاتل وهو يشخب دما فيقول يا الله سل هذا فيما قتلني.
ولو تعلم الجاهل النائم (العارف النائض) هذه المبادئ من الدين والعقيدة لألجم فمه وبكى على خطيئة ما قاله إلى يوم القيامة.
ولا حول ولا قوة إلا بالله.