شارك فائز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في قمة الدورة الرابعة عشرة لمنظمة المؤتمر الإسلامي التي عقدت بمدينة مكة المكرمة تحت شعار” يد بيد نحو المستقبل” لبحث القضية الفلسطينية إلى جانب الأزمات القائمة في ليبيا وسوريا واليمن، والتي اعتبرت مدخلا رئيسيًّا لإعادة الأمن والاستقرار إلى عموم المنطقة.
والتقى السراج على هامش أعمال القمة ولي العهد السعودي سمو الامير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، وبحث اللقاء مستجدات الوضع في ليبيا، والعلاقات الثنائية بين البلدين.
وأوضح ما تمر به ليبيا من ظروف استثنائية بالغة الخطورة تهدد استقرارها ووحدة ترابها، نتيجة الاعتداء الذي تتعرض له العاصمة طرابلس والذي قامت به قوات حفتر بينما تستعد البلاد لعقد مؤتمرا وطنيا، وكان هناك إجماع وتفاهمات على استبعاد الحل العسكري واعتبار هذا المؤتمر طريقا نحو مرحلة مستقرة لبناء الدولة المدنية.
وقال السراج ان الاعتداء استهدف احياء سكنية ومنشأت مدنية وتسبب في مقتل واصابة المئات كما تسبب في موجة نزوح للسكان، وقال ان الهدف من هذا الاعتداء بات واضحا للجميع وهو محاولة إجهاض العملية السياسة و إعادة الحكم الشمولي من جديد إلى ليبيا، وأكد سيادته بأن إرادة الشعب الليبي ستنتصر ليبني دولته المدنية المنشودة.
مضيفا أنه يتطلع إلى موقف سعودي لا يساوي بين المعتدي و المعتدي عليه، ويطالب القوات المعتدية بالعودة إلى الأماكن التي انطلقت منها، ويساهم عملياً في حقن دماء الليبيين، مشيرا إلى أن الدول التي تدعم حفتر وتزوده بالأسلحة تعتبر مساهمة فيما يرتكبه من انتهاكات، كما ان تزويده بالأسلحة يعد خرقا واضحا لقرار مجلس الأمن الدولي بحظر التسلح.
من جهته رحب ولي العهد السعودي بالسيد الرئيس، مؤكدًا على عُمق العلاقات التي تجمع بين المملكة العربية السعودية وليبيا، موضحا حرص المملكة على تحقيق الاستقرار في ليبيا، وأن يتوقف القتال بين الاخوة ، وأكد بان لا حل عسكري للازمة الليبية، وأن الحل يكمن في العودة إلى الحوار والتفاهم.
وقال ولي العهد السعودي أن المملكة مستعدة للعب دور في هذا الاتجاه ودعم مشروع وطني ليبي يمثل الليبيين ويلبي رغباتهم، واكد أن استقرار ليبيا سينعكس ايجابيا على دول الجوار الليبي وعلى كامل المنطقة.
وصل السراج في وقت سابق إلى جدة وكان في استقبال سيادته بمطار الملك عبدالعزيز الدولي، صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن سلطان بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة مكة المكرمة، وعدد من المسؤولين السعوديين.