الرئيسية مقالات فرج الكيش يكتب .. صُحفي مستقل في ثلاجة الموتى

فرج الكيش يكتب .. صُحفي مستقل في ثلاجة الموتى

الأربعاء 22 مايو 2019 - 7:46 ص

رصدت مراكز إعلامية وصحُفية اوروبية وعربية مختصة، أن المجتمعات العربية من اكثرِ الدول اضطهادا لحقوق الصحفيين، وايضا هذا ما اكدته منظمة مراسلون بلا حدود RSF، بأن عشرون دولة عربية في العالم تشكل خطرا على الصحفيين ومن ضمنها ليبيا التي وصفت بالثقب الاسود بالنسبة للصحفيين ، ولما لا نَقُل اننا شاهدنا عملياتِ الاعتداء على الصحفيين على الملء لمجرد الصفة وبدون اي حق او تهمة، المركز الليبي لحرية الصحافة LCFP  اوضح ذلك في اخر تقرير له، وحتى الصحفية إيلانا بيسير مديرة تحرير لجنة حماية الصحفيين committee to protect journalists   نشرت تقريرها الذي يبين وضع الصحفيين السيئ في العالم.

وتلعب الاتحادات الصحفية أيضًا دورًا هامًا في هذا السياق، لا سيما فيما يتعلق بالدفاع عن الصحفي وحمايته وإرشاده ومتابعته في عمله الميداني والإداري، ودعم ثقافة صحفية لا ترتبط بأية وجهة نظر سياسية، وذلك كي يتمكن الصحفيون من دعم بعضهم البعض حتى ولو كانوا يتبنون وجهات نظر سياسية مختلفة.

اصبح الآن الصحفي ومع زملائه كالمصورين والمراسلين هم محط استهداف من كل اطراف كالاجهزة الامنية والسياسية والتشريعية، هم يرونهم هدف واجب تحطيمه من اجل بقائهم بصورة جميلة امام الشعب، او بالأحرى ليستمرو في السلطة وفي الفساد، وليس كذلك وإنما ما يدفع الصحفيين للعمل لمجرد نقل الحقيقة بكل جوانبها، وانهم قد جردوا تماماً من حقوقهم ومن احترامهم كجزء هام في الدولة ومن ضمن هذه الحقوق ….

حق نفاذ الي المعلومة :
هذا القانون هو في غاية الاهمية لحق الصحفي في عمله وحريته، ودائما ما كان حقه محصورا في موته لتطبيقه هذا الواجب الهام والعصيب، هذه الوظيفة الحساسة التي تكفل ( حق السؤال والرد ) للأسف اصبحت مرهونةً بأيدي العصابات والشخصيات النافذة في الدولة وغير الدولة، وخلّف هذا التطاول على هذه السلطة القوية اللصيقة بجميع المؤسسات بكل انواعها واشكالها، مستهدفةً كلياً ومستضعفةً من كل التيارات والجهات والافراد، حيث كانت ضريبة هذا الحق اعتقال المراسل الصحفي الشاب محمد القرج وزميله الشيباني إثر تأديتهم عملهم في العاصمة الليبية طرابلس ولهم حوالي ثلاثة اسابيع وهم قيد الاعتقال.
لازال الصحفي الليبي يعاني من قلة الإمكانات وشح القوانين التي تحميه من عنف وتهديد  الحكومات المتعاقبة التي تزيد الوضع سوءاً، وتضيق الخناف على كل صحفي حر ومستقل وهذا بإزدياد الصراع القائم بين الاطراف على السلطة ومقدراتها.
ذكر المركز الليبي لحرية الصحافة في تقريره السنوي 2018-2019 تحت عنوان ( صحفيو ليبيا طريق مليء بالمخاطر والعنف ) والذي تناول فيه الكم الهائل من الاعتداءات الذي يصل الى (83 حالة اعتداء في جميع ارجاء ليبيا) الخروقات الصارخة التي تقوم بها الجهات المجهولة دون محاسبتها، وصحيح أن التقرير يبين أن نسبة الأعتداءات اقل من الاعوام الماضية، ولكن  الامر الاهم هو أن عالم الحرية في الاعلام والصحافةفي ليبيا  قد بات حلم يصعب تحقيقه خصوصا بعد حالة الذعر الهائلة التي اصابت جميع المؤسسات الإعلامية وخصوصا الصحفيين والاعلاميين، فأصبح التخلي عن المهنة انسب خيار لكل صحفي طموح أو انه سيصبح محط استهداف بلا اي تردد من جهات مجهولة وجهات شرعية للأسف، وهكذا نبين خطورة الموقف الصعب الذي يعيشه الكثير من زملائنا الصحفيين في جل ربوع ليبيا .
وليس ببعيد عن الصحافة ففي ظل تفاقم الازمة الليبية واحتدام الصراع الليبي الاجنبي المسلح، والانكماش الاقتصادي وانتشار الارهاب والفقر، اصبحت ليبيا تحتاج بشكل اكبر الى اعداد صحفيين أكفاء على قدرة عالية من الدقة والعمل، يمكنهم من غرس ثقافة الديمقراطية الحقيقية واحترام القوانين الدولية والمحلية التي تحمي حقوق الناس، والقضاء على الجهل المغروس في مجتمعنا الليبي منذ عشرات السنين، وأيضا المساهمة في بناء دولة ديمقراطية ذات سيادة وذات صبغة ليبية  صرفة لتمثل الليبيين لا غيرهم.
فرج الكيش/صحفي مستقل

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.