عندما ترى تصريحات المسؤولين على أجسام يلعب فيها رؤوس وقيادات جماعة الاخوان دوراً مفصليا يتهيأ لك للحظة أن هذه الأجسام متصارعة ومتآكلة فيما بينها ولكن الحقيقة والكواليس خلف المعلن أن كل من يدير هذا الصراع الوهمي والمصطنع هو لإيقاع من هو خارج الشبكة وضمه ضمن هذه الشبكة أو افتراسه إن رفض الانصياع لأوامرهم وخططهم .
سنسرد الحقائق المفصلة حول هذه الأجسام بشيء من التفاصيل حول الأشخاص والوقائع والتواريخ وربط كل تلك المحاور لنشكل لكم الحقيقة كما هي بعيدا عن زيف التنظيم وأدواته المضللة .
– مصرف ليبيا المركزي كيف استطاع حزب العدالة والبناء وجماعة الإخوان المسلمين السيطرة على هذه المؤسسة العريقة ، يعود الأمر منذ فترة المكتب التنفيذي والمجلس الوطني الانتقالي فقد تم انتخاب رئيس مجلس إدارة مصرف الأمة “الصديق الكبير” وكانت أولى حلقات السيطرة على المصرف وبداية مسلسل تعيينات المستشارين وربط كبار التجار بمصالح الجماعة ودعمهم . ويأتي في الحلقة الثانية للسيطرة على النظام المصرفي عبر فرض قانون المصارف الاسلامية والذي فرض لأول مرة في التاريخ على النظام المصرفي بالكامل والذي يعد نظاما معيبا أولى مشاكله أن هروب المودعين وافتقار السيولة داخل خزائن أي مصرف يعتمد هذا النظام وفقدان إحدى أهم الادوات النقدية وهي الفائدة .
عبر هذا القانون فرض الاسلاميين وجودهم داخل البنوك والمصرف المركزي بصفات متعددة تحت بند المصارف الاسلامية وعززو وجودهم من أبرز المتسربين عبر هذا النظام (الصادق الغرياني) رئيس اللجنة الشرعية للمصرف المركزي فتحي عقوب أمين سر محافظ مصرف ليبيا المركزي وسليمان عبدالقادر رئيس معهد الدراسات المصرفية و القيادي البارز في الجماعة مصطفى المانع كمستشار للمحافظ إضافة لأعضاء الهيئة الشرعية للمصرف المركزي والذين من أبرزهم أسامة الصلابي شقيق علي الصلابي وسالم الشيخي وحمزة ابوفارس .
– جهات وشركات ومصارف دعمها الاخوان امتطى الاخوان مصرف ليبيا المركزي فعينو مدراء المصارف وحتى الفروع وتدخلو في عمل التجار فرعوا مصالح من تحالف معهم ودعمهم وأبرز من دعموهم هو مدير شركة الجيد محمد الطاهر عيسى ومدير شركة دروب ليبيا للسيارات وشركة الاتحاد للمواشي واللحوم وشركة شهبندر لاستيراد المواشي وشركة دار الغذاء لاستيراد المواد الغذائية وشركة شمال المتوسط لاستيراد المواد الغذائية وشركة قرزة لاستيراد المواد الغذائية كما دعموا فروع مصارف على أخرى ومن أبرز هذه الفروع مصرف الصحاري فرع المهاري ومصرف الجمهورية أحمد الشريف ومصرف شمال إفريقيا فرع مصراتة وفرع سوق الجمعة والجمهورية فرع جنزور وأقاموا شراكة لم تستمر طويلا مع مصرف الامان للتجارة والتنمية . – ديوان المحاسبة والاخوان يلعب ديوان المحاسبة دورا جوهريا لدى جماعة الاخوان فمن خلاله فقط يتم المساومة والابتزاز قانونيا وباسم القانون ومن أجل مصالحهم ، وعن طريقه فقط يستطيع الاخوان حفر الحفر الكبيرة لمن يداهنهم أو من يخافون مكره ، وعبر هذه الأداة يمثل الإخوان مسرحية من تأليفهم وإخراجهم عنوانها تضليل الرأي العام . أبرز مسرحية كانت هي الصراع مع المركزي والهدف منها أخذ دور الخصم مع المركزي لاحتكار الأفعال المضادة له وهو أسلوب سياسي يفتقر قراءته دراويش السياسة الليبية فهو تعليم محتكر لأبناء الجماعة الأوفياء .
وعند الحديث عن هذا الصراع الوهمي لابد من الحديث عن المشهد في المجلس الاعلى للدولة وعلى سيطرة الجماعة فيه عبر رجلهم خالد مشري والذي هو فارسهم الأول في صفقاتهم المالية المختلفة فهو صاحب تاريخ حافل في اللجنة المالية أيام للمؤتمر الوطني العام ولعل أبرز الصفقات كانت البنوك الاسلامية وصفقاته المنفردة مع مصرف الآمان البنك الليبي الذي يحتفظ بودائع مشبوهة من أيام النظام السابق .
– كل تلك الأجسام الآن تحيك شبكة من الاجراءات الخطيرة والتي تسميها إصلاحات اقتصادية وتنتظر من فائز السراج إعتمادها . عنصر آخر يلعب دورا مهما في المؤامرة التي يسمونها الاصلاحات وهو معيتيق فبعد نجاح المؤامرة كما يحيكونها سيكون معيتيق هو رئيس الوزراء والبديل الحصري للسراج .
إن أقر السراج هذه الاصلاحات والتي تتضمن رفع الدعم عن المحروقات ورفع سعر الصرف ستكون الارتدادات عالية وستبتلع مجلس السراج ولن يبقى أحد منه غير معيتيق الذي سيأخذ دور المنقذ الاقتصادي وسينجح الثنائي الصديق الكبير وشكشك في مهمتهم الدائمة وهي اسقاط أي حكومة لا تعترف بالجماعة حاكما بأمر الله في هذه البلاد .
وقبل أن نختم هذه المقالة سأذكركم كيف أسقط الاخوان بهذه الثنائية ومعهم خالد مشري حكومة الغويل :
بكل بساطة طلب خليفة الغويل دعم الجبهات بصفتيه وزيرا للدفاع ورئيسا لحكومة الانقاذ فطلبو منه الصرف بالتجاوز وأنهم سوف يعالجون الامر مع الديوان ، مع أول خلاف وقع بينهم تعرض الغويل للابتزاز من التنظيم ودخل في صراع معهم مما صعد الأمر بينهم وعرضوا هذه التجاوزات في أول تقرير لهم للديوان . لقد كرر الإخوان ألاعيبهم المالية والاقتصادية بأساليب مختلفة وهذه المرة ستكون نهاية حكومة السراج في شبكة أوهام الجماعة .
الكاتب : شداد الحداد
ملاحظة : المقالة لا تعبر عن رأي [ أسطُر ] وانما تعبر عن رأي صاحبها وللجميع حق الرد
تعليق واحد
لابد من القضاء على على هذه الجماعه الضاله ومن تحالف معها… مهما كان الثمن والتضحيات