الرئيسية مقالات القبيلة وأثرها في إفشال الدولة وتفشي الفساد

القبيلة وأثرها في إفشال الدولة وتفشي الفساد

الأربعاء 13 فبراير 2019 - 1:34 ص

بقلم/ د. فرج دردور

بدون تعميم حتى ولو سقطت أدوات التقليل والتبعيض من النص المكتوب……..

لو أن القبيلة صالحة لتقدمت في ظل نظامها اليمن، ولا تأخرت الإمارات بعدما تركتها، ولما بقيت افغانستان بين دول نووية تقبع لوحدها في عصر الكهوف، وما وصلت اليابان إلى ما وصلت إليه، وما قادت أمريكيا العالم لو أنها تبنت نظام الهنود الحمر…

ولننطلق من العبارة القبلية: (أنا وأخي على ابن عمي، وأنا وابن عمي على الغريب)، وهي العنوان الرئيسي لحروبهم ودافعها. هذه العبارة تنتهك حقوق الإنسان، وتُحرمها كل الديانات، ومنافية للأخلاق، ويرفضها العلم، لأنها تمثل الجهل والتخلف. فكل من ينتمى للعلم والثقافة، فإنه بالتأكيد يرفض العمل بمقتضياتها، وغيرها كثر مما يقرها العرف القبلي ويخالفها القانون. لهذا السبب نجد أن سفهاء القبيلة ـ مع احترامي لكم ـ يتفهون العلم والعلماء وينعتون حاملي الشهادات والمثقفين بالفارغين من (الحكمة)، لأنهم يرفضون أعراف القبيلة.

هذا وقد لاحظنا من خلال استطلاع قصير أن الأشخاص الذين يدخلون على خاص الفيس بوك لحاملي الشهادات العليا، ويقذفون الأساتذة بأقذع الأوصاف ويشتمونهم ويطعنون في شهاداتهم العلمية، أغلبهم سفهاء قبليون ترجع أصولهم لقبائل ليبية نافذة. يحدث هذا السلوك عندما يعجزون عن رد الحجة بالحجة، ولا أعمم. الأمر الذي يعد مبرراً منطقياً بالنظر للعقلية القبلية التي تحتكر الحكمة لشيخ القبيلة، الذي يستطيع بجدارته أن يضبط أفراد قبيلته تحت عباءته، ضارباً بعرض الحائط نتائج المختبرات والتجارب العلمية، ومن هنا تتسع الفجوة بين الحكمة في نظر القبيلة والعلم في نظر العلماء، ولهذا تصوب القبيلة سهام حقدها على كل متعلم يرفض أعرافها وتقبل بكل محتال يستغل جهلها في الوصول إلى السلطة.

وبما أن القبيلة تعتمد نظام المحاصصة في علاقتها مع الآخرين ومع الدولة التي تنقص من سيادتها ولا تعبأ بأنها جسم يأويها، فهي توفر لهم فرصة تقلد المناصب بشرط الولاء للقبيلة، دون مراعاة الكفاءة التي تنقصهم. وفي وجود العلاقة التنافرية بين القبيلة والعلم والعلماء، فإن من يلتف حول النظام القبلي هم أشباه المتعلمين الفاشلين والطامحين لتقلد المناصب رغم عدم أهليتهم، هذا الولاء المبني على علاقة اعتراف الطامحين بأعراف القبيلة، وقدرة القبلية على الدفع بهؤلاء الفاشلين في واجهة الدولة على قاعدة المحاصصة، هي من يشرع تزاوجهم.

هذا السلوك القبلي يضرب الديمقراطية في مقتل عندما يحرم الدولة من كفاءاتها نتيجة التخلف الذي يفرضه نظام المحاصصة على أساس الولاء، وبهذا تنتهك الحريات وتتسع دائرة التهميش، لأن الناس بطبعها تفرض عبودية النظام القبلي الذي يصادر حرية التفكير. هذه الحرية يفتقدها في الغالب المنطوي تحت مظلة النظام القبلي، الذي يسلم عقله لشيخ القبيلة كي يفكر بالنيابة عنه، ويكتفي بالطاعة العمياء، لا بل تجده يخدم ضيوف الشيخ الذي يمنعه من الجلوس في مجلسه، ويفرح عندما يصب الماء على أيديهم وهو يبتسم أثناء الوليمة، ويكتفي بتناول الفضلات، هذا إذا لم يرجع إلى بيته جائع.

تنويـــــــــــــــه:

يتحجج كثير من القبليين للرفع من مكانة القبيلة بقوله تعالى من صورة الحجرات: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير) (13).

ولو تمعنوا في الآية الكريمة، لوجدوا أن الله قدم الخصوصية الفردية على العامة، عندما بدأ (بالذكر والأنثى)، وهذا ينسجم تماماً مع أن كل فرد مسوؤل عن نفسه وسيحاسب بمفرده يوم القيامة عن أعماله، ثم قدم أيضاً الشعوب عن القبيلة، وهي الدول، وقد جاءت القبيلة عارضة في الآية الكريمة للتعارف، لا بل أن الله سبحانه وتعالي ربط التقرب به من خلال التقوى ولم يربطه بالقبيلة، ولم يوصِ بطاعة القبيلة مثلما أوصى بطاعة الوالدين مثلاً. حيث قال: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ). وفي هذا نفي لأهمية القبيلة.

ولا أدري كيف اكتشفوا أن هذه الآية تخدم جاهليتهم القبلية.

ثم هذا قول الرسول صلى الله عليه وسلم عندما وقع خلاف بين المهاجرين والأنصار في المدينة والرسول فيها. فقال قوم: يا لَلأنصار. وقال قوم ياَ للمهاجرين. فسمع النبي تداعيهم وصراخهم، فقال لهم: دعوها فإنها منتنة. ودعاها ب “دعوى الجاهلية”. “وفي الحديث: ما بال دعوى الجاهلية? هو قولهم: يا لفلان كانوا يدعون بعضهم بعضاً عند الأمر الشديد”.

وسوم:

5 تعليقات

عادل الغزالى العقوري 14 فبراير، 2019 - 12:28 م

كلام مسترسل من شخص متهكم أثبتت الأحداث توقعاته الخاطئه فى كل امر فهو توقع صدام مابين الفيدراليون الذين أسماهم “إنفصاليين” جهلا بمطالبهم وتعصباً لفكره الجهوى الخفى “رغم ادعاءاته الكاذبه بوطنيته المخادعه” ومابين تيار مدنى مركزه بنغازى “فى إشاره خبيثه إلى مكون فى بنغازى اصوله نفس أصول هذا المتعالى من الغرب الليبى” والحمد لله الجميع يرى ماهو حال برقه وهو الأسم الذى جعل توقعاته سوداء ويتمنى زواله والمستغرب انه رغم ان الامازيغ يرفعون اعلامهم الانفصاليه جهارا نهارا امام انفه الا انه لايحرك ساكنا ومقالاته المتطرفه كثيره ونهاية القول انه محلل وكاتب فاشل نظرته ضيقه وتفسيره ارتجالى بدون علم رغم تصنعه بدكتوراه التى يظن انها تلجم السنة الناس عنه وحتى آيات القرآن لم تسلم من تفسيره الارتجالى الناقص ورغم افتقاره الواضح لأدنى شروط التفسير إلا انه يتجرأ بفكره الناقص لإعطاء معانى حسب هواه ومزاجه للضحك على ذقون الناس وكأنهم جهله وطعنه فى القبيله مردود عليه وكذبه واضح فالإمارات وللآن قبليه من سبه إمارات ايها المتعجرف وكل اماره لها شيخها وبروتوكولاتها القبليه ومع هذا متحضره وليبيا منذ استقلالها وحتى عام 63 قبليه وشهدت تطور لم يتم القضاء عليه الا بعد ماجاء امثالك للحكم وقلبوها على رأسها وتوجوها بإنقلاب سبتمبر الأسود وفى النهايه هذا الجهوى لاينظر ابعد من انفه ولايعرف القبائل والقبيله وافضالها على المجتمع الليبى ولو فكر بمقدار مايفكر به طفل لعرف ان استقرار ليبيا فى اوقات استقرارها كان بهيبة القبائل لاهيبة افكار امثاله المستسقاء من الغرب الذى عاش فيه وتعلم وبرمجه واطلقه بترهاته لنا…

مفتاح علي الزغيد المغربي 14 فبراير، 2019 - 1:29 م

صدق المرحوم احد شيوخ المغاربة العمدة عبد النبي الهتش ان الشهادة لاتمنح العقول..القبيلة هي مظلة اجتماعية يبدأ منها كل مجتمع علي سبيل المثال الإنجليزية الجورديز والمانكونيان اماامريكا فهي خليط من المجرمين المنفيين بدأت بالارلنديين…القبيلة يادكتور هي من حمتنا من الكوارث شوي في الثورة اوقبلها بفضل عقلائها ولم يحدث فراغ اجتماعية رغم الفراغ السياسي…هل تريد مما أن نقتنع بمليشيات غنيوة والبقرة والتاجوري وبادي والاخوان.. انت لاتريد القبيلة لانها موجودة وبقوة في برقة التي انتمائهاتاريخي وهذا سر ترابطها وقوتها ..تريد القبيلة لانها حصن يمنع دخول الرعاع والباشغات والترك واليونان حتي تضيع اصولنا العربية…

عامر شنه 15 فبراير، 2019 - 2:35 ص

القبلية معول هدم لكل تقدم وكل مناد بها يظهر عجزه عن قول الحقيقة وما تقدم إيطاليا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية إلا بعد حروب قضت على الدعوة القبلية الإقليمية ووحدتهم الشعب على انتماء شعوبها لبلادنا : إيطاليا ، ألمانيا ، الولايات المتحدة الأمريكية . أليست الهند قبائل وطوائف متقدمة لأن قائلا غاندي حارب القبيلة ووحد الهند فهي تنعم اليوم بالتقدم العلمي ولها مركزها العالمي . هذه الدول تعمل على تشغيل العقول لا على نعرة قبلية . ديننا الإسلامي الحنيف يدعونا إلى استعمال العقل أفلا تعقلون ، أفلا تتدبرون ، والرهط أو القبيلة ليست بأسمى من العقل كما ورد في القرآن . ليبيا لن تتقدم مطلقا حضاريا وعلميا ما دامت عقلية القبيلة والمحاصصة معششة في ادمغة البعض .
هذا قول مطروح لكل عاقل ولكل ” ذي حجر ” كما قال تعالى في كتابه وبعد قسمه بالفجر وليال عشر ….
على الليبيين الاستماع الى العقل والعلم كما قال الشاعر :
ذو العلم يشقى في النعيم بعلمه *
واخ الجهالة في الشقاوة ينعم *
والله سبحانه وتعالى يقول : هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون .
نسأل الله تعالى الهداية والسلامة .

حمد الفسي 15 فبراير، 2019 - 2:47 ص

القبلية بكل سلبياتها هي أفضل بكثير منالحاقدين اللي مثلك يا شبيه المتعلمين يا دردور ، أنت شن صنعت من توكنولوجيا حتى تعتبر نفسك في مستوى المتعلمين والخبراء الذي صنعوا الطائرة والسيارة والنت الذي جعل صوتك الركيك يخرج للعامة ، أنت رجل لا تمت لك الحضارة بصله ، فأنت أبن الخيمه و راعي الأبل في صحراء الغرب الجنوبية ، وللآسف الشديد إنك تتنكر للقبيله وكأنك مولود في هونولولو أو في أمريكا ، ومن يسمع هرطقاتك و فلسفتك الموهومه يعتقد بأنك من رواد القمر أو من صانعي التكنولوجيا التي أبهرت العالم ، أنا أبن قبيلة ونعتز بها ولست مثلك لنتصنع العكس زورآ وبهتانآ و تريد تمرير اكاذيبك التي لا تنطلي على عاقل ، امشي الحمام وأغسل قذوراتك ونام …

Hassan 16 فبراير، 2019 - 11:37 ص

الاستاذ الذي نشر المقال اعتقد انه لم ينظر الى الأيجابيات التي توجد في القبيلة والتي هي الأساس الصحيح لوجود القبيلة وهي

اولا التربية الصحيحة للفرد وتنشئته على الأخلاق الحميدة والدين السليم
ثانيا عدم السماح لأي فرد من القبيلة بلأسأة الى قبيلته باي عمل مشين قد يضر بسمعة القبيلة .

والكثير من الاجابيات لا يسمح الوقت بذكرها واذا كان هناك البعض يرتكب الاخطاء فأنه يظر نفسه لان القبيلة الصحيحة تنبذ كل عمل مشين ولا تحتضن اصحابه

وضرب الناشر مثل من القرآن الكريم حيث قال(ان جعلناكم شعوبا وقبائل)ونسى ان يكمل الاية الكريمة(ان اكرمكم عند الله اتقاكم)
فأذا كان الاستاذ الكاتب في خلاف مع قبيلته فهذا شأنه وعليه لا يعمم

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.