الرئيسية مقالات عقليات وخلفيات ضحيتها المواطن المسحوق……!!

عقليات وخلفيات ضحيتها المواطن المسحوق……!!

السبت 02 فبراير 2019 - 10:58 م

بقلم/ د. فرج دردور

طلب الحكم لا يتم بصناعة الاعداء وإنما باقناع الناس بما ينفعهم وليس بالاعتداء على جزء منهم واقصاء بعضهم، والفاشلون وحدهم هم من يلجأون إلى منظومة القيم العتيقة لدغدغة مشاعر الناس بإحياء ماضي اجدادهم الجهادي، أو تضخيم انتصاراتهم في معارك العز والكرامة، وعندما يعود البسطاء إلى بيوتهم لا يجدون ما يسدون به رمقهم.

والقلة من الوطنيين الذين لا يطلبون الحكم لعلمهم بثقل مسؤوليته، يحدثون الناس بلغة عصرهم وليس بلغة اجدادهم لأن حاجاتهم اليوم اختلفت، ولا بد من توفيرها، أو على الأقل الدفع بالناس بتأهيلهم عبر التدريب وتوفير فرص العمل المتنوعة التي تفيد المواطن وتعود بالخير على الوطن، وتمنع الناس من الازدحام على مورد واحد يشتكون من عدم العدالة في توزيعه، وكأن الناس جميعا تم تصنيفهم كمعاقين يتلقون المساعدات من صندوق الضمان الاجتماعي.

هذا العمل العظيم الذي يؤهل الناس للارتقاء بأنفسهم والمساهمة في تنمية وطنهم، وتقديم واجباتهم التي منها تستقطع حقوقهم، هو المفهوم الحضاري للقيادة، الأمر المفقود في عقلية كل التيارات الاسلامية والعسكرية ومن يدعون أنهم يتصدرون تيار الدولة المدنية في ليبيا، ومنهم ناهب للمال العام، هؤلاء كلهم يعولون على استغلال الموارد المتاحة من غيرهم.

فعلى أي أساس يا طالب الحكم تريد أن تحكمني؟ هل الخروج على التلفزيونات ووضع أزمة البلاد في أعناق الاخوان المسلمين، أو القول بأننا ندعم الجيش، يكفي لبناء دولة وتحقيق تنمية تعود على المواطن بالنفع، طبعا لا!! وهل لدى هؤلاء أي دراسة علمية تؤكد بأن الجيش يبني الدول وهو آلة هدم، وليس العكس؟ في حين أن بناء الدول يتم بالعلم والمعرفة، فكيف سنبني دولة بدون علم، بحجة تحقيق الأمن أولا من طرف ينقصه العلم، بدليل اعتقاده بأن الأمن يتولد من ممارسة العنف، والحقيقة هي إغراق المجتمع كله في مستنقع من الخوف، ويتم القضاء على الدولة المدنية بإرادة البسطاء، عندما يفقدهم الاعلام الممول الثقة بالنفس، وهو يروج لهم بأنهم يحتاجون إلى قيادة حكيمة تقودهم، قياسا على حالة عدم الاستقرار الحالية، وهي الفجوة التي ينفذ منها كل متسلق للسلطة بدون تقديم أي مشروع يخدم الناس، سوى الاستعداد لعدو وهمي يلزم الناس بأن يحزموا البطون والاستعداد الدائم لدعم جيشهم البطل..

في حين أن الجيش نفسه يكون ضحية هذا الاستعداد المستمر، لأن فوائد التحشيد سوف تصب لصالح الكوكبة التي تعمل في دائرة النظام.

فأتقوا الله في هذا الشعب واجتهدوا في خدمته بالدفع بالمؤهلين والعلماء، والتوقف عن محاربة العلم والمعرفة، والقول بأن الجامعات تعطي الشهادات ولا تعطي العقول، وأن الجيش أولا والتعليم لاحقا!!!

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.