في بلدان الربيع العربي ومنها ليبيا ، انتشرت بعض الظواهر السلبية مثل الحروب والجرائم المتنوعة ومنها التسول
الا ان التسول هنا ليس كالتسول المعروف الذي قد يبدأ بالتشرد او الجهل او الحاجة وقد ينتهي بتوفير المساعدة اللازمة ، ما سنتحدث عنه عبارة عن عمليات نصب واحتيال وفساد اداري ومالي في مؤسسات المجتمع المدني في ليبيا
فقد شهدت ليبيا بعد انتصار الثورة انفجار هائل في عدد مؤسسات المجتمع المدني والتي يصل تعدادها الى ما يفوق الألفين مؤسسة ، لا يعمل منها على ارض الواقع الا عدد قليل بعضه ممول من دول أخرى بشكل غير مباشر والبعض الاخر بجهود ذاتية بسيطة
الا ان هناك نوع آخر من هذه المؤسسات وهو الذي يتسول المساعدات والتبرعات من الليبيين بشكل عام ومن الدولة ورجال الاعمال بشكل خاص بداعي مساعدة الفقراء والعائلات الليبية كالنازحين والمهجرين
اذ ان بعض هذه المؤسسات تجمع الأموال من رجال الأعمال بداعي انها تدفع ايجارات مساكن العائلات النازحة من مناطق النزاع والحروب مثل بنغازي او تاورغاء او الزنتان ولكن ما يحدث غير ذلك ، فالأموال التي تتحصل عليها هذه المؤسسات التي تستغل وضع العائلات الليبية النازحة من مدنها وبيوتها ، كل الأموال تذهب الى جيوب هذه اللجان والمؤسسات التي تتواصل أيضا مع الحكومات الليبية وتتحصل منها على مساعدات مادية باسم هذه العائلات التي لا يصلها أي شيء
نوع اخر من التسول تمتهنه بعض المؤسسات التي تستغل ارتفاع نسبة البطالة وتتواصل مع الحكومة الليبية تطلب منها أموالا طائلة تقدر بالملايين لمنح قروض لآلاف الشباب وتشترط ان تقوم هذه المؤسسة بتوزيعها وهو ما رفضه البنك المركزي حتى بعد موافقة الحكومة
هذه المرة المتسول ليس متشردا ولا يحمل أوراقا مزورة يدعي فيها المرض او يطلب مالا يعود به الى منزله او مدينته وانما متسولون بربطات عنق وساعات ثمينة واحذية فاخرة والضحية دائما المواطن
بقلم / صالح بن آدم
