لقد تعودت معظم البلدان العربية هضم حق الصحفي علنا وبهتاناً، والكل يتشذق عليهم ويمنُ عليهم بتلك القروشِ البخسة مقابل الجَهدِ والتعبِ المبذول، وبين رغبةٍ في تحقيقِ العمل الافضل بجودةٍ عالية وبين اقل دخلٍ مرصود في القطاعات، وتأتي متأخرة ولا تسمن ولا تغني من جوع، ناهيك عن قلة الاهتمام وقلة السلامة الموضعة التي تكادُ تذكر، وحياةُ الصحفي هى اقلُ روحٍ لا تحترمُها الدولة ولا تقدّرها، الصحافة والاعلام بكل عيوبهِم وخصوصاً المستقلين منهم والحكوميين، الذين لم ينالوا ذلك التقدير ولوا قليلاً، فبلفعل المسألةُ مسألة كرامةِ بالنسبةِ لنا.
إن الصحفي رغمَ مأساتهِ كأي مواطنٍ آخر يواجهُ عاداتٓ النقص وقلةِ الاحترام من القطاعات الاخرى، وللأسف لا يُحترم امنياً ولا يُحترم قانونيا ولا حكومياً، الأمر قد وصل مرحلةً خطيرةً بالسلوك المجتمعي، الذي تصنعه الدولة او المتنفذين أياً كانوا او عيوبهم وانقسامهم، ففي ليبيا الصحفي مقيد ومكبل لا يكاد يحرك ساكن من كثرة العوائق الموضوعة له قصداً، الصحفي شوّهت صورته وقيلَ انه منافق وبل قذف عرضه وشكله، فلما هذهِ القباحة من اهل الزعامة والسيادة.
بات الخوف رفيقنا كظلنا، بل حتى من مكان عملِنا إن تفوهنا بكلمة حق في هذا الوطن، او ليسَ هم السلطة ونحن الكادحون الساعونَ للحقيقةِ المرجوة ليلاً نهار، بل صرنا نفكر بترك مهنتنا وترك مجال الصحافة والاعلام، هذا المجال بلفعل مصنعٌ للشجعان، ومهما حاولوا لن نستسلم لهم، ونحن باقونَ ومستمرون في اعلاءِ كلمة الحقيقة، ونشرِ الفساد واظهار الصواب والحق وبكلِ موضوعية.
لأننا ليبيون ولأننا منكم وانتم منّا، نريد ليبيا بلداً مبنياً على القانون والعدل بين الناس، واحترام وجهات النظر وحرية التعبير التي لا تدمرُ نسيجنا الاجتماعي.
الصحفي قادر وإنسانّ ومواطن، لن نتوقف على قول الحقيقة التي يدمرونها ويخفونها ويعتقلوننا عليها، لابدا من ليبيا وان طال الزمان
للكاتب / فرج الكيش