نشر الكاتب سليم الرقعي مقالا رصدته أسطر ونعيد نش ما جاء فيه ..
النقاش الحاد على الهواء بين عبد السلام جلود من جهة واحمد ابراهيم والقذافي من جهة أخرى!
حضرت ذلك النقاش الحاد بنفسي يومها حيث تم نقله على الهواء من قاعة المؤتمر الشعبي العام، أظنه كان في التسعينيات أي قبل خروجي من البلد عام 1995، حيث أخذ (جلود) مكبر الصوت (الميكروفون) وانطلق يتحدث – بشيء من الانفعال – بطريقة كما لو أنه كان يُبرئ ذمته من شيء ما !.. وسبب هذا الانطباع الذي جعلني أشعر بأن جلود يتحدث بطريقة إبراء الذمة هو أنه أثناء حديثه كان يكرر قوله : (كما تعلم يا أخ معمر أنني كنتُ أرى غير هذا الرأي!!)( كما ذكرت لك سابقًا يا أخ معمر!)…… وفي ذاك النقاش المباشر المنقول على الهواء والذي أعتقد أن بعده تم ابعاد (جلود) بشكل نهائي للظل(*)، تحدث هذا الأخير عن عدة نقاط أتذكر منهما نقطتين مهمتين شدتا انتباهي يومها فرسختا في ذهني: النقطة الأولى استعمال المال الليبي في السياسة الخارجية على أساس سياسي وايديولوجي وثوري وعاطفي، وقال (جلود) أن هذا كان من الاخطاء الكبيرة التي وقعوا فيها وأن استعمال المال الليبي في الخارج ينبغي أن يتم على أساس اقتصادي تجاري استثماري بحت لا على أساس سياسي وايديولوجي وثوري!.. وأن يتم استثماره في الغرب المتقدم لا في افريقيا أو الدول العربية التي يضربها الفساد المالي والاداري!.. وضرب جلود مثالًا بما حدث للكويت عندما عندما غزاها صدام حسين وقال أن الحكومة الكويتية والعائلة الحالكمة من خلال وجود تلك الأموال والاستثمارات الطائلة للكويت في الخارج تمكنت من تجنيدها لتخدم هدف تحرير الكويت!… النقطة الثانية: التي تحدث عنها جلود على ما أذكر هي مشروع النهر الصناعي!!!.. حيث انتقد (جلود) هذا المشروع وقال أنه لم يقم على أساس الجدوى الاقتصادية بل على أساس ثوري!.. وقال: لعلك تذكر يا أخ معمر أنني ناقشتك في الموضوع وكنتُ أرى مشروعًا بديلًا أفضل وهو بدلًا من مشروع النهر الصناعي كان علينا أن نقيم مشروع ((توطين تقنية تنقية وتحلية مياه البحر)) فليبيا تطل بساحل طويل على البحر المتوسط فلو أقمنا على طول هذا الساحل عدة محطات لتحلية مياه البحر وانتاج الكهرباء لكان أفضل وأجدى ولا نتكفي بهذا فقط بل مع هذه المحطات نقيم (مصنع لتصنيع قطع غيار محطات التحلية والكهرباء) وندرب الشباب الليبيين على هذه الصناعة والتقنية لنصبح نتملك زمام تقنية تحلية مياه البحر وتوليد الكهرباء… فهذا المشروع أفضل لليبيا والليبيين من النهر الصناعي وأجدى من الناحية الاقتصادية !!… هكذا قال (جلود) على ما أذكر .. وطبعًا هذا لم يعجب لا القذافي ولا أحمد ابراهيم!.. فأخذ أحمد ابراهيم يقاطعه بعصبية واضحة ويحاول تفنيد ما ذكره جلود بطريقة لا تخلو من السخرية الثورجية المعتادة!!… ولكن ظل (جلود) على هدوئه يناقش (أحمد ابراهيم) حتى نشب بينهما ما يشبه الملاسنة الكلامية وهنا تدخل القذافي وقد بدت على أسارير وجهه الغضب والحنق على جلود!.. ثم أخذ يهذي بكلامه الثورجي المعتاد وقال بما مفاده ((نحن ثوار ولسنا حكامًا ووجبنا الثوري يحتم علينا مساعدة ثوار العالم وخصوصًا في افريقيا!!.. وأما مشروع النهر الصناعي فهو مشروع للتحدي الثوري ، هو مشروع تاريخي، لا يمكن التقليل من أهميته!.. نحن لا ننظر للجدوى الاقتصادية (!!!!؟؟؟) بل للانجاز الثوري والارادة الثورية الجبارة التي تحدت الصحراء وقالت : ((كن نهرًا وسط هذه الصحراء فكان))!!!…. هكذا قال القذافي في رده على اعتراضات جلود على ما أذكر …
سليم نصر الرقعي