الرئيسية مقالات فرج عياد الكيش يكتب ” السلطة الرابعة تجارة سوداء من وراء الشاشة “

فرج عياد الكيش يكتب ” السلطة الرابعة تجارة سوداء من وراء الشاشة “

الخميس 06 سبتمبر 2018 - 4:04 ص

من لاقط الصوت على سترة مقدم النشرة بالأستوديو الى عيونكم وآذانكم، هذه العملية المليئة بالتوجيه والتصدع والتصارع.

هذه العدالة الاجتماعية التي ناضل من اجلها الصحفيون والكتاب وجفت الأقلام لتخليدها وتحقيقها، إنه ليس حرف يقال او ماءٌ يُشرب، إنها مسألة أمانة وصدق، إنها مسيرة تعبٍ ووهن وكَلل، إنها امل يلوح دائما في مخيلتنا، نرسمهُ للذين ضاعت احلامهم، أناس ظُلَموا ولازالوا تحت خط الانهيار.

قد طُبعَ على اذهانِ الناس صورُ الصحافة والاعلام الخداعة والمهترئة والحاقدة والرخيصة في ليبيا، وليس كذلك فقط وإما قد جُردت من سلطتها ومكانتها نتيجة الواجهة الفاسدة بقادتها ومعاونيها كَكُل، التي تتصدرُ المشهدَ للمواطن الليبي، هذا وقد فُتحت أبواب المنصات والأدوات الإعلامية والصحافية لكل عابر كاذب ليسَ لهُ عملٌ ولا اختصاص، ناهيك عن الاختراقِ الخطير الذي يشكلهُ علينا ذوي الجنسياتِ الأجنبية، و على ثقة و حب المواطنين لبلدهم.

وبالتأكيد أن هذه الأدوات الحادةِ للإعلام، ساهمت فعلياً في انهيار الثقة بين افرادِ الشعب الواحد والمدن و في داخل الدولة وكل مؤسساتها، وقد سُخرت حتى في خلقِ الفتن المناطقية وحتى الجغرافية، والآن هي رائدة في صنع الانقسام السياسي والاقتصادي والاجتماعي أيضا و هو الأهم بالنسبة لي، بل وعملت على التجارة بهذه الانقسامات، بدليلِ التحالفات الخارجية مع دولٍ معادية لبعضها البعض، وصنع جسور دبلوماسية اقتصادية للتجارةِ الخفية بين بعضها، ودعمِ القوى المسلحة على بقعٍ مختلفة لتحريكها وابتزاز الأطراف والافراد والأحزاب المعادية.

اما الوسائلُ الإعلامية الضخمة التي لها باعٌ طويل في تمجيد الشخصياتِ المتناحرة وتلميعها بشكلٍ قوي، والتي فرضت نفسها على المشاهدِ الآن، وقد نجحت بالفعل في خلق شرخٍ مجتمعي واضح في تركيبتنا، وهذا من اجلِ الأطراف التي يُسَوَقونُ لها، ولازالت هذه الماكيناتُ الإعلامية والصحافية تصنعُ المستحيلَ من اجلِ الفوز لتغييب الحقيقة المهمة، التي هي عاملٌ هام لتقدمنا واستقرارنا الآن و على المدى البعيد، ولبناء ثقة جديرة باحترام الشعب والدولة والمجتمع الدولي، بما يتفق مع مبادئ الاهتمامِ بحقوق الانسان السامية.

وعندما نقولُ الدولة نتحدثُ عن الشعب، وعندما نذكرُ الدولة سياسياً فإن مهَابتَها وصورتَها هي من صناعةٍ إعلامية وصحافية صرفة، وهنا يكمن السر في إيصال الصورة للعالم بالطريقة الدقيقة والتقنية الدبلوماسية خارجياً وداخلياً، وهنا نكتشفُ أن من مقومات تكوين الدولة سياسياً هي من تكوينها إعلامياً وصحافياً بشكلٍ محكمْ، لبناء نظامٍ مستقرٍ وممنهج يضمنُ الدوامَ والازدهار.

دورُ الاعلام يعتبُر خطً احمر ،وصمام أمان المجتمع فعلاً لما لهُ من دورٍ هام في إرساءِ السلم الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والدولي أيضاً.

ومع كل هذه الأسطر، يظلُ قطاعُ الاعلام وخصوصاً الخاص منها، من القطاعاتِ الحساسة التي لا يمكننا الغوصُ في تفاصيله في نصوص معدودة.

للكاتب : فرج عياد الكيش

 

ملاحظة : المقالات تعبر عن رأي صاحبها ولا تعبر عن رأي أسطر مع احترامنا لكل الآراء

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.