الرئيسية مقالات إبراهيم بلقاسم يكتب …عيد العمال أي عيد هذا ؟

إبراهيم بلقاسم يكتب …عيد العمال أي عيد هذا ؟

الخميس 01 مايو 2025 - 2:44 م

في عيد العمال تتجلى المفارقات , حقوق ضائعة ومنظومة عمل معطله واحلام مؤجله.

بمناسبة عيد العمال ، لابد من الوقوف قليلا عن حقائق مفزعه في منظومة عمل وتجارة واقتصاد وطني لا تعمل وغير منتجة , ان الوطن يتخبط تحت وطأة معدلات بطالة تتجاوز 30 ٪ وفي بلد أعتقد أن الرواتب والأجور فيها ، لكل من الموظفين والعمال في القطاعين الخاص والعام ، يئن تحت وطاة الأجور المتدنية فهي الأرخص والابخس , فهنا يصبح الحديث عنها عن عيد العمال ضربا من السخرية , النظام الاقتصادي والتجاري والعمالي ليس منتجا على الإطلاق بل هو مثقل بالفساد ومعضلة الثنائية من سوء الإرادة وغياب الإرادة, وعجز في تحقيق الإنتاجية او حقوق المنتجين أساسا.

برغم من المبادرات من رؤوس الأموال الوطنية لإنشاء مصانع محلية لتغطية الاستهلاك المحلي في بعض السلع الأساسية ، صدمت بواقع مثقل ان الفكر الحكومي مازل عاجز على تفهم ادراك الواقع وتحتاج تلك المبادرات الي المزيد من التشجيع لمعالجة ازمة السلع كمخزون استراتيجي واحتواء جزء من البطالة وزيادة اعداد الباحثين عن العمل سنويا ويتجاوز عددهم بحسب منظومة العمل نفسها ان سنويا 100 الف ليبي يصلوا الي سن العمل او يتخرجون من الكليات والمعاهد العليا والمتوسط .

 كما لا ننسى ملف إعادة الإعمار , واعتقد انها كانت فرصة اخشى انها لن تتكرر , حيث اعتمد فيها على الشركات الأجنبية لتحقيق تنمية محلية غير خاضعة للرقابة وتهمش القدرات الوطنية .

في بلد به أكثر من 2 مليون مهاجر غير شرعي, تعجز الاحصائات الرسمية الدقيقة عدد المنخرطين فيه في نظام العمل بشكل صحيح وسوق العمل في ليبيا يحتاج منهم فقط 400 الف وهو الحد الذي يمكن استيعابه من بين المهاجرين غير الشرعية بشكل مؤقت .  

تحاول بعض الأفكار النقابية إعادة احياء (النقابة) الى دورها الطبيعي كوسيلة لضمان حقوق الفئات العمالية ، لكنها تصدم بواقع صراعاتها داخلية التي جعلت منها منصات خلفية للصراع على السلطة والانقسام السياسي

يحاول القطاع الخاص قيادة قاطرة تطوير العمالة والتدريب وهذا ما تحتاج منظومة العمل اليوم وهو ما نعول عليه فعليا ، برغم من انه يجد نفسه محصورا في مجالات محدودة كمساحات للابداع فيها كمجال التوصيل والانشائات المتوسطه مع بعض المحاولات الأخرى المتفرقة ..

يظل الفن والأدب وسيلة للترويج لأي قطاع ، وهذا ما نفتقده اليوم , هناك نوعا من الفقر الإبداعي فيما يتعلق بالأعمال الأدبية والفنية المعنية بالعمال ومعاناتهم ، فبدلا من الاحتفاء بعيد العمال , سيعرضون فلم عمر المختار بدلا من عرض أفلام قصيرة انتجاتها أساسا الشركات غير الليبية للاحتفاء بعيد العمل في ليبيا .

بدلا من الاحتفال بعيد العمال ، آمل أن يعلن يوم حداد على واقع العمل والعمال واستذكار حقوقهم الضائعة , فهدا هو جزء الطافي من جبل الجليد لحالة وواقع بلد كان اشتراكيا وانفتح

وسوم:

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.