قال المحلل والناشط السياسي علاءالدين بن عثمان أن نداء رئيس لجنة الحوار الليبي، حسين قنة، إلى اللجنة العسكرية 5+5 يعكس درجة كبيرة من الوعي بالوضع الأمني والعمق السياسي للأزمة الليبية الحالية. القمة العسكرية الأخيرة في مدينة أوباري تضع البلاد أمام اختبار صعب قد يعيدها إلى مربع التوترات والصراعات المسلحة التي جربناها سابقًا.
بن عثمان أكد من العاصمة التونسية أن هذه التوترات في أوباري تشكل تهديدًا حقيقيًا لوقف إطلاق النار الهش، مشيرًا إلى أن أي تصعيد عسكري قد يعيد البلاد إلى مرحلة جديدة من الفوضى السياسية والعسكرية. مع ذلك، نوه المحلل السياسي إلى أن الدعوة إلى ضبط النفس والاحتكام إلى العقل، كما ورد في البيان، تمثل خطوة مهمة لتجنب التصعيد غير المرغوب فيه.
بن عثمان أضاف أن التحديات الأمنية في ليبيا بحاجة إلى أكثر من مجرد دعوات لوقف التصعيد. فإن توحيد المؤسسة العسكرية، الذي تحدث عنه قنة، يُعد أولوية حيوية للمضي قدمًا في تحقيق الاستقرار. من الواضح أن تمزق المؤسسة العسكرية بين مختلف المجموعات العسكرية يمكن أن يعزز القوى الخارجية التي تسعى للاستفادة من الفراغ الأمني والسياسي في البلاد.
كما شدد بن عثمان على أن الحوار الشامل الذي دعا إليه حسين قنة، تحت إشراف اللجنة العسكرية 5+5، يمثل خطوة ضرورية لبناء الثقة بين القيادات العسكرية المختلفة، ومع ذلك، فهو يرى أن هذا الحوار يجب أن يكون جزءًا من عملية سياسية أوسع تضم جميع الأطراف السياسية والمجتمعية لضمان شمولية الحل.
بن عثمان اختتم تحليله بالتأكيد على أن الاستقرار في ليبيا لا يأتي إلا بتضافر الجهود من جميع الأطراف، إذ يجب على القيادات العسكرية والسياسية العمل معًا لتحقيق المصالحة الوطنية الحقيقية، التي تبني دولة ليبيا المستقرة والعادلة