الرئيسية ليبيا ليبيا وسقوط الأسد المفاجئ

ليبيا وسقوط الأسد المفاجئ

الجمعة 03 يناير 2025 - 8:32 م


الكاتب : خالد الطرابلسي

السقوط السريع لنظام بشار الأسد كان مفاجئة كبيرة للكثير من المحليلين والمتابعين، فبعد ثلاثة عشر عاماً من اندلاع الثورة السورية وبعد أن قبل الجميع بأن الأسد سيبقى بالحكم طوال حياته بل سيورث السلطة لابنه حافظ، غافلت المعارضة المسلحة قوات النظام وأطاحت بحكم سلالة حكمت سورية لأكثر من 50 عاماً.
الأسباب التي أدت لهذا الأمر كثيرة وتمت مناقشتها كثيراً منها الضعف الداخلي للنظام السوري، الفساد المستشري، الانشغال الروسي في أوكرانيا وضعف الايرانيين الكبير بسبب عوامل داخلية وأخرى خارجية تتعلق بالحرب في غزة ولبنان. وكما قال العرب تعددت الأسباب والموت واحد، تعددت أسباب ما حصل للأسد والانهيار واحد.


ما حدث في سوريا له عدة تبعات على الوضع العربي وربما الليبي أيضا، أهم تلك التبعات هي أن الحراك الثوري العربي قد يأخذ زخماً جديداً وقد يعيد الاحساس عند الشباب بقدرتهم على التغيير وقد يؤدي إلى ازدياد المطالبات من السلطات القائمة للإيفاء بالوعود التي قطعوها في فترة الربيع العربي.

الأمر سيبقى للمستقبل فيما اذا كنا اليوم أمام موجة ثورية جديدة أم أن ما حصل بسوريا هو مجرد انقلاب مسلح في بلد واحد.
من ناحية أخرى هذا الانهيار سيؤدي إلى خلط الأوراق في المنطقة ولاسيما في الجوار السوري حيث الدول الأقليمية تسعى للسيطرة على الأوضاع في سوريا، فمثلا من غير الواضح ما الذي ستقوم به ايران التي اعتمدت على الرئيس المخلوع للتمدد في العالم العربي أو روسيا التي اعتمدت عليه للوصول إلى المتوسط وتعزيز دورها في افريقيا.
ليبيا ليست بعيدة عن الشان السوري، فمما لاشك فيه ان الانحسار الروسي في سوريا سيكون له الأثر الكبير على ليبيا ولاشك أن التقارير التي تتحدث عن طائرات شحن روسية تأتي من سوريا إلى ليبيا هو أمر مثير للقلق، من غير الواضح ما هو الأثر المباشر لذاك ولكن الأكيد أن استمرار الأزمة السياسية في ليبيا ستجعل البلاد عرضة لاحتمالات تزايد التصادم بين روسيا التي تسعى لتعويض خسائرها في سوريا على حساب أراضينا والغرب الذي لا يزال يسعى لتقويض أي تمدد روسي.
الكرة اليوم بكل حال في ملعب السوريين، هل ستتحول بلادهم إلى الفوضى والتي ستخلق تحديات كبيرة للبلاد والمنطقة كانتشار الارهاب واللاجئين من جديد، أو هل سيتم طرد الروس أم سيجدوا صفقة معهم؟ كل هذه الأسئلة مفتوحة للأيام لكي تجيب عليها

وسوم:

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.