بقلم ..عمر معتوق
ليست مجرد حجارة صامتة تشبثت بالأرض حتى اصبحت جزء من مكوناتها, هي ليست خرائب تكسر تيار الرياح لتضيف موسيقى تصويرية لمشهد لم يعتد الصخب الا قليلا, هنا في وسط يخيل اليك ان لا مكان و لا زمان لهما اهمية.
انها حجارة تروي تاريخا اهمل عمدا وعن غفلة, اهمله اهل الدواة و القلم و احتفظ به اهل الرواية و الفخر, حتى طال الامد و لولا وجود هذه الحجارة شاهدة لردم تاريخها تحت رمال الصحراء.
ديار الثوار هكذا اسمها و صفتها حتى اصبحت معلما يهدي السالكين في دروب الحمادة المتشابهة, حجرات استمر تاريخها ما بين 1954 حتى 1962 عمر الثورة الجزائرية ضد المستعمر الفرنسي.
هنا او ربما هناك على ارض الحمادة الحمراء الهادئة مشهدا الصاخبة تاريخا, كانت ملجأ و مكانا لتجميع السلاح و المال لدعم الثوار الجزائريين في معركة الامة, في ارض ليست بغريبة عليهم بين اهلهم و اخوانهم, في (وادي الفرطاس) بالحمادة الحمراء بنيت الديار, و اجتمع فيها المناضلون.
بنيت الحجرات على شكل قوس على الجهة المرتفعة من الوادي بمسافات متباعدة ثابتة, تتوسط القوس اكبر الحجرات مساحة مع انقاض ما يشبه المطبخ و الموضأ.
لازالت الحجرات هناك على ضفة الوادي شاهدا على تاريخ كاد ان يمحى, و مشهد واحد من تاريخ الحمادة الحمراء الارض و المرعى و السكن, و الملاحم