مقال كتبه: خالد الطرابلسي
هناك تكهنات متزايدة تتحدث عن أن وزارة الدفاع الروسية قد قامت بغارة جوية على قوات فاغنر المتواجدة في قاعدة الجفرة في 7 ديسمبر مما أدى لتدمير طائرة شحن تابعة لتلك القوات. هذه الأخبار تعيد إلى الأذهان ما جرى في صيف العام الحالي عندما تعرضت قاعدة الخادم لقصف جوي مشابه تم خلاله أيضاً تدمير طائرة لفاغنر وتناقلت أخبار حينها عن عدم تشغيل تلك القوات لأنظمة الانذار مما عرضها والقوات الليبية المجاورة لها للخطر.
أكدت صور الأقمار الصناعية في يوم 7 ديسمبر هذا الاستهداف حيث أظهرت تدمير كامل لطائرة شحن روسية اليوشن 76 التي يعرف عنها استخدامها لصالح قوات فاغنر. هناك نظرية تشير بازدياد إلى أن ذلك الهجوم كان هجوماً من الروس على الروس بين الجيش الروسي ومجموعة فاغنر المتنافسين. هذا الصراع الداخلي ليس بالأمر الجديد فكلنا نتذكر التمرد الفاشل لزعيم مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين في يونيو الماضي والذي بدأ في أعقاب الضربات الروسية على معسكرات فاغنر في أوكرانيا. هل يمكن أن نشهد هذا الصراع الروسي الروسي يعود إلى ليبيا؟
يرتبط هذا النزاع بطبيعة العلاقة الشائكة بين مرتزقة فاغنر ووزارة الدفاع الروسية ومحاولة الأخيرة للسيطرة على فاغنر من الناحية التنظيمية والعملياتية. فمنذ محاولة التمرد الفاشلة في الصيف الماضي تحاول روسيا بشكل حثيث ايجاد صيغة جديدة لادارة تدخلاتها في مختلف دول العالم ولاسيما في ليبيا وأفريقيا. مقتل بريغوجين المريبة بعد شهرين تماماً من تمرده في حادث تحطم طائرة كانت تقله يظهر للعيان أن عودة فاغنر بشكلهم الماضي هو أمر صعب للكرملين.
الاستهداف الذي جرى الأسبوع الماضي جاء قبل أيام قليلة من تصريح لوزير الخارجية الروسي الذي قال فيه أن مستقبل فاغنر في ليبيا لا يزال قيد الدراسة مشيراً إلى انطواء عدد من المقاتلين إلى قيادة الجيش الروسي ولكن الأمر لا يبدو أنه يمضي بسهولة. الكثير من أفراد مجموعة فاغنر يدين بالولاء لبريغوجين ويجدون صعوبة في تقبل العمل إلى جانب القوات النظامية الروسية التي يحملونها مسؤولة اغتياله في الصيف الماضي.
القصف الجوي في قاعدة الجفرة قد يكون بداية لمرحلة ساخنة لحل هذا النزاع. ولكن السؤال هو ما هي التكلفة البشرية التي سيدفعها الليبيين اذا تطور هذا الصراع أكثر من ذلك؟ من غير الواضح ما اذا كان هناك اصابات أو قتلى في الهجوم الذي حدث الأسبوع الماضي ولكن الأكيد أن هناك عدد كبير من الليبيين يعملون في قاعدة الجفرة تعرضت حياتهم للخطر جراء هذا الهجوم. حرب شاملة روسية روسية على الأراضي الليبية سيدفع ثمنها عدد أكبر من الليبيين الذي ليس لهم في هذه الحرب لا ناقة ولا جمل.