أسطر-ليبيا: زينب جبريل
مظاهرة رافضة واحتجاج
خرج سكان مدينة الخمس ، في مظاهرات احتجاجية حاملين شعارات “لا لقطع الأرزاق” “هذا الميناء تجاريًا وليس عسكريًا”
وأغلق المتظاهرون الطريق الساحلي، المؤدي إلى العاصمة طرابلس وأضرموا النار في اطارات السيارات تعبيرًا عن احتجاجهم الذي جاء بعد شائعات تفيد بأن حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة اتخذت قرار بتحويل الميناء الى ميناء عسكري ..
ويرى سكان مدينة الخمس أن قراراً مثل هذا سيتسبب في حرمان أكثر من خمسة الاف عائلة ليبية بمدينة الخمس يعمل معيلوها في الميناء أو في وظائف تتعلق به .
مواقف محلية من بلدية الخمس
من ناحية اجتماعية أعلن مجلس حكماء مدينة الخمس عن منح حكومة الدبيبة مهلة تبلغ 72 ساعة لتحقيق مجموعة من المطالب، والتي تتضمن وقف ضم ميناء الخمس لقاعدة عسكرية. جاء هذا الإعلان بعد مضي يومين من إغلاق العديد من الطرق الرئيسية في المدينة وإشعال الإطارات كتعبير عن رفض سكانهم.
المتحدث الرسمي باسم بلدية الخمس عمر الطبال نفى صدور أي قرار رسمي بخصوص ضم ميناء الخمس إلى القاعدة البحرية للمدينة قائلاً “تابعنا التفاف الأهالي المعترضين على قرار ضم حوض ميناء الخمس التجاري إلى القاعدة البحرية للمدينة نعي ونعلم جيدًا مدى أهمية الميناء ونطمئن الأهالي بأننا شكلنا لجنة لمتابعة هذا الموضوع ومايترتب عليه مع رئيس الحكومة، وحتى هذه اللحظة لا توجد أي قرارات رسمية على الصفحات التابعة للحكومة بشأن هذا الملف.”
أما جمعة علي العباج عضو مجلس البلدي لمدنية الخمس، صرح قائلًا “سنقف بكل قوة مع المعتصمين” وأضاف “إن الأحداث الأخيرة في مدينة الخمس وما لحقتها تباعيات لا نوافق عليها كمجلس بلدي، وهي أخطأ يتحمل مسؤوليتها البعض، وهي تكليف من المدعي العام العسكري لوكيل النيابة، ولقد تم الإتصال بغفر السواحل بإخراج الجرافات والقطع البحرية الموجودة في الحوض الغربي، وهذه الأمور سببت مشكلة للعاملين والمستفيدين وهم آلاف العائلات التي يعتبر هذا الميناء مصدر رزق لها.” وفق تعبيره .
وفي تصريح خاص لـ بوابة أسطر أفاد العقيد حسين أبورقيقة، مسؤول الجمارك في ميناء الخمس قائلًا : ميناء الخمس في الأساس ومنذ ثمانينات القرن الماضي هو ميناء عسكري، في عام 2002 تم استخدمه كميناء تجاري لأول مرة ، أما في 2015 فقد تمت توسعة الميناء التجاري بشكل أكبر، وأضاف أن الجهة العسكرية من الميناء مفصولة تمامًا عن الجهة المدنية، وأن مايحدث الآن هو ضم الحوض الغربي وستين هكتاراً وليس كما يتداول عبر المنصات الاجتماعية بتغيير الميناء إلى ميناء عسكري. واضاف بورقيقة بأن الميناء يعمل بشكل كامل في الوقت الحالي.”
مواقف الجهات الرسمية
حكومة الدبيبة لم تؤكد أو تنفي اصدار أي قرار بشأن الميناء ورفضت التصريح بشأن الأزمة الحاصلة
من ناحية أخرى مجلس النواب في شرق البلاد ابدى تضامنه مع سكان مدينة الخمس في الجلسة التي انعقدت بتاريخ السابع من اغسطس الجاري يوم الإثنين الماضي. حيث دعا رئيسه عقيلة صالح المجلس الرئاسي في طرابلس إلى تحمل مسؤولياته وتكليف المدعي العسكري بإلغاء القرار وقال عقيلة “أن أي محاولة لتغيير وضع الميناء باطلة وغير معتد بها.”
ومن ناحية اقتصادية في تعليق عن مظاهرات الأهالي بالخمس. عبر أستاذ الاقتصاد بجامعة مصراته عن امتعاضه، قائلًا “نحن بحاجة إلى تدعيم وبناء روافد الإقتصاد لا لتدميرها وتفكيكها” في اشارة منه لتحويل ميناء الخمس الى ميناء عسكري .
بعض النشطاء الليبيين المعارضين للقرار المزعوم يؤكدون أن القوات البحرية التركية تستفيد من الميناء لتكوين قاعدة لها، تحت غطاء تدريب القوات المؤيدة لحكومة الوفاق السابقة بقيادة فايز السراج. هذا يأتي في إطار مذكرة التعاون الأمني والعسكري التي تم توقيعها مع حكومة الوفاق السابقة في عام 2019، قبل أن تستمر حكومة عبد الحميد الدبيبة في طرابلس في دعم الاتفاقية .
في ذات السياق كانت وكالة الأناضول التركية قد نشرت صورًا من مركز التدريب البحري المشترك في مدينة الخمس، مُشيرة إلى دورها في تقديم خدمات تدريب واستشارات عسكرية لمساعدة ليبيا في تطوير جيش محترف. بينما أكدت السلطات في أنقرة لقناة BBC البريطانية، عدم نيتها في إقامة أي قواعد عسكرية في ليبيا.
أهمية ميناء الخمس
⁃ يعتبر ميناء الخمس من أكبر وأهم الموانيء الليبية إذ يربط الميناء بشكل مباشر بالطريق الساحلي العام بين الخمس وطرابلس، إذ تقع مدينة الخمس شرق مدينة طرابلس بمسافة تقدر بحاولي 135 كيلو متر
⁃ يقع ميناء الخمس على رصيف نفطي
⁃ الميناء قريب من مصنع الحديد والصلب في مدينة مصراتة
⁃ يعمل الميناء على نقل الركاب والبضائع
⁃ يقع الميناء على البحر الأبيض المتوسط ويصنف كميناء تجاري