كانت الخطوط الجوية لوسط أفريقيا تسير في رحلة ترانزيت طويلة تبدأ من سالسبوري إلى عنتيبي و منها إلى بنينا بنغازي ثم إلى لندن مع توقف في أكثر من ثلاث مطارات أخرى تزودا بالوقود .
و في يوم 8 أغسطس عام 1958غادرت رحلة خطوط وسط أفريقيا على طائرتها فايكرزذات عمر سنتين من الطيران و بطاقم بعدد 7 و بلغ عدد ركابها 47 مسافرا من مطار ساليسبوري إلى مطار عنتيبي العاصمة الاوغندية و بعد توقف قصير تم فيه صعود الطاقم المساعد الثاني للرحلة المتجه إلى مطار بنينا بنغازي مع توقف في مطار الخرطوم ثم وادي حليفة و في الوقت نفسه كان طاقم ثالث ينتظر بمطار بنينا ليقوم بإكمال الرحلة إلى لندن ..
غادرت الطائرة مساء من مطار وادي حليفة متجهة إلى مطار بنينا بنغازي لتصل مشارف بنغازي بعد منتصف الليل قام قائد الطائرة على تمام الساعة 01:12 بعد منتصف الليل بطلب الاذن بالهبوط من برج مطار بنينا الذي أعطاه الاذن بالهبوط على المدرج 33 الايمن بعد دقيقتين من طلب الاذن .
بدأت الطائرة في الهبوط التدريجي نحو المدرج و ما هي إلا ثواني حتى ارتطمت الطائرة بهضبة مرتفعات الرجمة مخلفة 36 قتيلا من ركاب الطائرة من ضمنهم 4 من طاقم الطائرة .
هرعت سيارات المطافئ التي بالمطار و سكان قرية بنينا إلى مطار الحادث الذي كان يقع على مسافة 6 كيلومترا جنوب المطار , تم نقل المصابين إلى المستشفى بمدينة بنغازي و بدأت السلطات في التحقيق بالحادث حيث تبين أن الطيار قام بالانخفاض الحاد تحت خط الاقتراب الاخير في مستوى الاقتراب للهبوط و الذي كشف المحققون سببه نتيجة وجود بعض السحب التي أعاقت الطيار من رؤية إضاءة المدرج و بالتالي قام بالهبوط أقل من المستوى الصحيح للهبوط مما أدى إلى ارتطام الطائرة بالأرض حيث لم يقم الطيار بتعديل جهاز قراءة الارتفاع لمنطقة بنغازي على المستوى الصحيح للقراءة ..
و نتيجة هذا الخطأ الذي تبين أنه ان الطيار كان متعبا و وصل لمرحلة الارهاق الكامل مما تقلص مهمه أداءه و قل تركيزه فلم يقم بتعديل عداد قراءة الارتفاع للطائرة أعتبر الحادث من أكبر حوادث عام 1958 و الأسواء في المملكة الليبية في تلك الفترة و في مطار بنينا بنغازي إلى يومنا الحالي ..
توقفت بعدها شركة خطوط وسط أفريقيا من تسيير رحلاتها من مطار بنينا في الفترة المسائية و في عام 1964 توقفت الشركة عن رحلات الترانزيت الطويل من مطار بنينا
المصدر : Fly Cyrenaica
