الرئيسية ليبيا خبيرة إيطالية: التغييرات الدستورية ستعزز سلطة الرئيس التونسي، فيما تتراجع الديمقراطية في شمال إفريقيا

خبيرة إيطالية: التغييرات الدستورية ستعزز سلطة الرئيس التونسي، فيما تتراجع الديمقراطية في شمال إفريقيا

الأربعاء 27 يوليو 2022 - 8:39 م

بحسب محللة بالمجلس الأطلسي جامعة سابينسا الإيطالية، فإن التغييرات الدستورية التي تعزز سلطة الرئيس التونسي قيس سعيد قد تخلق استقطابًا أكبر داخل تونس، فيما تتراجع الديمقراطية في شمال إفريقيا…

شارك 27.5 % من التونسيين في التصويت على الاستفتاء الدستوري الذي سيغير شكل الدولة الذي وصلت إليه من 2014 ومن ثم تحويلها إلى نظام رئاسي مفرط ينقل جميع السلطات إلى رئيس الدولة الحالي قيس سعيد. ونتيجة استفتاء الدستور كانت بنعم بأكثر من 90%.

هذا وقالت أليسيا ملكانجي، أستاذة التاريخ المعاصر لشمال إفريقيا والشرق الأوسط في جامعة سابينزا بروما وزميلة غير مقيمة في المجلس الأطلسي، إن ما يعطي مقياسًا لمستقبل تونس هو الإقبال على الاستفتاء، معتبرة أن أجندة سعيد السياسية كانت شعبوية إلى حد ما، فيما يسهل الوصول إليها من قطاعات كبيرة من الناخبين الساخطين ولكن هناك حقيقة واحدة وهي الأزمة الاقتصادية.

وأشارت ملكانجي إلى أن تونس واحدة من أكثر البلدان تضررًا جراء أزمة الغذاء الناجمة عن الصراع الروسي في أوكرانيا، مع التدخل المحتمل من قبل صندوق النقد الدولي الذي يدعو إلى حوار واسع بين الجبهات السياسية المختلفة والتقشف، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.

والوثيقة الجديدة المنبثقة عن التعديلات التي أقرها الاستفتاء موضع انتقادات مختلفة سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي، خاصة بسبب التمسك بالسلطة الرئاسية، فيما لا تزال عوامل التوازن قائمة كالحق في الإضراب لكن القضاء والشرطة والجيش لا يمكنهم تنفيذ هذا الإجراء.

ورأت ملكانجي أن الخطر حالياً يتمثل في استقطاب المجتمع لأنه في حين أن هناك بعض الأشخاص الذين يثيرون ضجة في دعمهم للرئيس هناك الكثير من الاستياء داخل تونس، فالاختبار موجود وفي حال نجح فيمكنه أن يدعي النجاح وإلا قد يتعقد الوضع.

وقالت الخبيرة الإيطالية إنه لفهم ديناميات معينة في شمال إفريقيا ينبغي العودة إلى فترة ما بعد الاستعمار حيث جري التوقيع على الميثاق الاجتماعي داخل بلدان مختلفة في المنطقة.

وتابعت أنه في تلك المرحلة، كان جميع القادة السياسيين الذين قادوا دول ما بعد الاستعمار شخصيات قوية ورموز حركة الاستقلال ورجال يتمتعون بكاريزما وعلى استعداد للقتال إلى جانب الشعب لإعادة إنشاء دولة وفكرة وطنية واقتصاد قادر على دعم احتياجات السكان.

وأشارت ملكانجي إلى أنه على مر السنين ظهرت تصدعات مختلفة الأزمات الاقتصادية والضغط الاستبدادي التي كسرت هذا الميثاق الاجتماعي، الأمر الذي أسفر عن عملية طويلة نتجت قبل عقد من الزمان في الربيع العربي حيث عبر الشعب عن مطالبه وطموحاته من خلال حركات احتجاجية.

وسوم:

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.