ألقى فائز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني كلمة ليبيا أمام القمة العربية الثلاثين التي انطلقت في تونس صباح اليوم الاحد.
وافتتح الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي أعمال القمة بكلمة قال فيها أنه من غير المقبول أن تستمر المنطقة العربية في صدارة بؤر التوتر والإرهاب في العالم، مؤكدا على ضرورة العمل على إنهاء الأزمة الليبية بعيداً عن الصراعات والتدخلات الخارجية ومن خلال الحل السياسي.
وقدم الرئيس في كلمته لمحة عن مستجدات الأوضاع في ليبيا وقال إن الازمة تفاقمت لأسباب من أهمها التدخلات السلبية الخارجية، الاقليمية منها والدولية، التي شجعت بعض الأطراف على عدم الالتزام بالمسار الديموقراطي والابتعاد عن الحل السياسي السلمي.
وقال الرئيس لقد قمنا ونقوم بالعديد من اللقاءات مع كافة الأطراف الليبية، يدفعنا الحرص على ايجاد توافق وطني حقيقي، وإيماننا أن حل الأزمة لن يأتي بتقسيم السلطة أو باقصاء أي طرف كما يدّعي البعض.
وأكد أن الحل الوحيد يكمن في إنهاء الانقسام السياسي، وتوحيد المؤسسات السيادية، وإجراء انتخابات عامة على قاعدة دستورية سليمة مشيراً إلى أن هذا المسار يحقق دون شك طموحات شعبنا في بناء الدولة المدنية الديموقراطية الحديثة.
وقال الرئيس أننا لن نتنازل عن مبادئنا في ايجاد حلول سلمية تضمن بناء دولة مدنية لا تعيد انتاج الحكم الشمولي أوتسمح بعسكرة الدولة ، فهذا خط أحمر لن نسمح أن يحدث. لذلك فاننا نتطلع بتفاؤل الى انعقاد المؤتمر الوطني الجامع المزمع عقده خلال شهر أبريل المقبل والذي ترعاه الأمم المتحدة .
وعبر الرئيس عن أمله في ان تكون كافة اطراف الازمة الليبية قد استوعبت الدرس ، وان يقتنع الجميع بان لا حل عسكري للأزمة الليبية . فكل تصعيد عسكري نخرج منه بنتيجة واحدة : لا يوجد رابح ، بل هناك خاسر واحد هو ليبيا .
نص كلمة الرئيس السراج أمام القمة العربية
صاحب الفخامة الباجي قايد السبسي رئيس الجمهورية التونسية ، رئيس الدورة الثلاثين للقمة العربية
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو
أصحاب المعالي والسعـــــــــــادة
معالي السيد أحمد ابو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربيةالسيدات والسادة
يطيب لي ويشـرفني بالأصالة عن نفسي ونيابة عن وفد بلادي أن أتقدم بجزيل الشكر والامتنان إلى الجمهورية التونسية حكومة وشعبا، لما حظينا به من حفاوة واهتمام، وهو أمر ليس بغريب عن هذا البلد الشقيق المضياف المعروف بأصالته وعروبته.
كما أتقدم إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود بخالص الشكر والتقدير على رئاسته الحكمية لأعمال الدورة الماضية لمجلسنا الموقر.السيدات والسادة
شهدت المنطقة العربية منذ قمة الرياض العام الماضي، أحداثاً هامة ، تحمل أبعاداً وتداعيات بالغة الأثر على مجمل الأوضاع في المنطقة، حاضراً ومستقبلاً، إذ لم تعد التحديات تقتصـر على مشاكل سياسية أو أمنية فقط ، وإنما أصبحت مشاكل المال والاقتصاد تلقي بظلالها على الأوضاع المعيشية للشعوب العربية.
إن ما تشهده المنطقة من حراك ومتغيرات يتطلب المزيد من الاهتمام بالموضوعات الاجتماعية والتنموية، فالفقر والبطالة، والتهميش والإقصاء، والتعليم والصحة، وتمكين المرأة والشباب، هي من الأسباب التي تجعلنا نؤكد على ضرورة إيلاء مزيد من الاهتمام، للعمل الاقتصادي والاجتماعي والتنموي، في إطار منظومة العمل العربي المشترك.أصحاب الجلالة والفخامة والسمو
أصحاب المعالي والسعـــــــــــادة
السيدات والسادةإننا في دولة ليبيا على قناعة تامة، بأهمية الدور الذي تضطلع به جامعة الدول العربية وأجهزتها، في سبيل التسوية السياسية للأزمة، التي تفاقمت لأسباب من أهمها التدخلات السلبية الخارجية، الاقليمية منها والدولية، التي شجعت بعض الأطراف على عدم الالتزام بالمسار الديموقراطي والابتعاد عن الحل السياسي السلمي.
إن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني يواصل بذل الجهود للخروج من الأزمة الراهنة التي تمر بها البلاد، لذا قمنا ونقوم بالعديد من اللقاءات مع كافة الأطراف الليبية، يدفعنا الحرص على ايجاد توافق وطني حقيقي، وإيماننا أن حل للأزمة لن يأتي بتقسيم السلطة أو باقصاء أي طرف كما يدّعي البعض.
وبهذه المناسبة أعيد وأكرر أننا لن نتنازل عن مبادئنا في ايجاد حلول سلمية تضمن بناء دولة مدنية لا تعيد انتاج الحكم الشمولي أوتسمح بعسكرة الدولة ، فهذا خط أحمر لن نسمح أن يحدث. لذلك فاننا نتطلع بتفاؤل الى انعقاد المؤتمر الوطني الجامع المزمع عقده خلال شهر أبريل المقبل والذي ترعاه الأمم المتحدة ، آملين الوصول من خلاله الى صيغة توافقية للخروج من الانسداد السياسي الحالي، والعمل على توحيد المؤسسات ، وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية على قاعدة دستورية سليمة ، تتيح للشعب بأن يقول كلمته عبر صناديق الاقتراع .. ان هذا المسار يحقق دون شك طموحات شعبنا في بناء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة.
والأمل ان تكون كافة اطراف الازمة الليبية قد استوعبت الدرس ، وان يقتنع الجميع بان لا حل عسكري للأزمة الليبية ، فكل تصعيد عسكري نخرج منه بنتيجة واحدة : لا يوجد رابح ، بل هناك خاسر واحد هو ليبيا.السيدات والسادة
وبالتوازي مع العمل السياسي ، نمضـي قدُماً ومنذ فترة في مسار الإصلاح الاقتصادي والأمني ، حيث أطلقنا برنامجين متزامنين من منطلق الارتباط الوثيق بين الأمن والاقتصاد ، وسعت حكومة الوفاق الوطني إلى إيجاد حلول للأوضاع الصعبة التي يعيشها المواطن الليبي ، بتنفيذ برنامج للإصلاح الاقتصادي ، يشمل حزمة من الإجراءات ، تستهدف معالجة التشوهات في الوضعين النقدي والاقتصادي .
وفي نفس المسار يمضـي البرنامج الأمني ، من خلال تنفيذ الترتيبات الأمنية في العاصمة طرابلس وباقي المدن الليبية.
وفي هذا السياق ندعو الاشقاء العرب ، إلى دعم جهودنا في هذا الاطار، ومساعدتنا في تفعيل وبناء المؤسسة العسكرية والشرطية والأجهزة التابعة لهما ، للمساهمة في معالجة الوضع الأمني بكفاءة، وتحقيق الاستقرار.
ولا يفوتني هنا أن أتوجه بالشكر للدول العربية التي ساهمت في الاجتماعات الهادفة للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة في ليبيا … ونحن نرى أنه حان الوقت لإيجاد توافق عربي تجاه الأزمة الليبية ، والذي يتأتى بالتزام الجميع بقرارات مجلس الجامعة وايقاف أي تدخل سلبي في بلادي.أصحاب الجلالة والفخامة والسمو
أصحاب المعالي والسعـــــــــــادة
السيدات والسادةأسمحوا لي بعد هذا العرض العام عن تطورات الأوضاع في بلادي أن أشير إلى أن القضية الفلسطينية تبقى في جوهر اهتمامنا ومتابعتنا، ويظل موقف ليبيا ثابت وراسخ في دعم شعبنا الفلسطيني ومساندة نضاله وكفاحه حتى ينال حقوقه المشروعة ، ونجدد تأكيدنا على الالتزام بمبادرة السلام العربية التي أقرت إقامة دولة فلسطينية معترف بها دولياً عاصمتها القدس الشريف ورفض أي تغيير على الوضع القانوني لمدينة القدس ، اضافة إلى رفض أية قرارات أحادية تؤدى إلى عرقلة جهود السلام .
وفي هذا السياق نؤكد رفضنا الكامل لقرار الادارة الأمريكية الأخير بشأن الاعتراف بسيادة الاحتلال السرائيلي للجولان ، ويعد أي اعتراف بهذا القرار خرقا للقانون الدولي ولقرارات الأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية ، وستظل الجولان أرض سورية عربية تم احتلالها عام ١٩٦٧.
وفي الختام أجدد التأكيد على دعم ومساندة بلادي للقرارات التي يتم التوصل إليها في هذه القمة ، الهادفة إلى تسوية شاملة وعادلة لاستقرار وامن دولنا وكامل المنطقة. مع تمنياتنا بنجاح الجهود المبذولة من أجل تطوير العمل العربي المشترك ، وأتمنى أن تكون هذه القمة فاتحة صلح ووئام، ومنطلق تضامن وتفاهم وسلام، وأن يتجذر في إطارها توافق عربي في مواجهة تطورات دولية وإقليمية لا تخفى حساسياتها ومزالقها ومخاطرها عن أحد.وفقنا الله جميعا ، والسلام عليكم ورحمة الله