بمجرد طرح فكرة استقالة السراج إن فعلها، أنطلقت حملة الهرولة بالفتاوي القانونية والجهوية والوردية لإيجاد بديل، بين من رشح نائب أخر في المجلس وبين من يطالب بتسليم إدارة البلاد للقضاء، وأخر يدفع للعودة لتشكيل مجلس عسكري مؤقت، في دليل واضح لحالة التخبط والانقسام التي يشهدها الوسط السياسي في غرب ليبيا، وتوضح الصورة أمامنا إلى أي حال سنكون من صدام سياسي يعقبه عسكري في حال فقدنا فجأة التوازن الحالي في إدارة البلاد.
السراج قد يعلن استقالة أو لا وحتى أن أعلنها سوف يستمر في منصبه حتى إيجاد بديل، والبديل يستلزم توافق الدولة والنواب أو بشكل أوضح عقيلة والمشري، ولهذا إعلان السراج إن حصل هي استقالة بدون مستقيل.
أما حفتر فهو صامد هناك في مرتفعات الرجمة بعد حرب ضروس خاضها دمر فيها نصف طرابلس، واقفل المورد الوحيد لهذا الشعب المنكوب، لا احد يطالبه بالاستقالة وبتوفير الخدمات وإصلاح الكهرباء والمياه.
فما الحل في كل هذا العبث وغياب المنطق وسقوط المفاهيم السليمة وانهيار أسس الدولة.
