الرئيسية مقالات عمادالدين بلعيد يكتب .. لماذا كل هذا التراخي لتحقيق الجزء الآخر من النصر ؟

عمادالدين بلعيد يكتب .. لماذا كل هذا التراخي لتحقيق الجزء الآخر من النصر ؟

الجمعة 07 أغسطس 2020 - 1:50 ص

وجودك على رأس الدولة التي استلمتها وهي غارقة في الانقسام والفوضى وانتشار السلاح، آمر ليس بالسهل لشخص لا يملك تجربة سياسية تسعفه، وأعلم تماماً سعيك لسلام مع من لا يستحق السلام منذُ دخولك طرابلس، ذهبت وراء حفتر من جنيف لبرلين مررت بابوظبي عرجت على موسكو قدمت كل تنازل ممكن فما كان رد الطرف الآخر؟.
أدرك تمام حجم لوبيات الضغط المسنودة بمليشيات المسلحة التي تسعى لفرض آراءها في كل قرار، وما تحاول فعله بخلق توازن بينها لتجنب صدام داخلي لا نعلم متى تكون نهايته إذ أنطلق، حتى من هم محسوبين عليك وتتحمل مسؤلية فسادهم تولوا مناصبهم بترشيحات وضغوطات من القوة المسلحة ومن ورائهم لتقاسم كعكة الفساد.
صفتك الاعتبارية تضع عليك مسؤلية توفير كل متطلبات الحياة لكل مواطن في ليبيا من طبرق حتى زوارة دونما استثناء، وأن كانت العديد من المشاكل افتعلها أعداء ليبيا بتفجير آبار المياه وتدمير شبكة الكهرباء وطباعة الدينار الليبي خارج نطاق الدولة، لا يعفيك ذالك من المسؤلية القانونية والأخلاقية.
اليوم تعيش ليبيا منعطف تاريخي يحدد شكلها لعقود قادمة، أما دولة تملك جزء من سيادتها وتتحكم في أمنها وتشهد تنمية مستدامة، وإلا استمرار الفوضى والفساد وربما العودة لحكم شمولي، ودورك لا يقتصر على اصدار بيانات الاستنكار والتنديد.
لا يخفى عليك أن المواطنين يعشون ظروف صعبة، والحياة بالنسبة لهم اصبحت أصعب من أي وقت مضى، لا سيولة لا كهرباء لا مياه، وجعلهم جاهزين لأي بديل وأن كان مجهول وقد يأتي بمشاكل أشد خطورة.
خاض جيشنا وشبابنا حرباً ضروس ضد قوى العدوان لأشهر طوال، تصدوا من خلالها لآلة القتل التي كان حفتر واجهتها ومن خلفه دول، منها من دفع الأموال وأخرى جندت جيوشها وطائرتها لكسر إرادة ألشعب الليبي، ورغم كل ذالك تحقق النصر ولو بشكل منقوص وعاد المعتدي لمربطه يجر اذيال الهزيمة.
الآن يدور في دهني سؤال كما هو حال كل من قارع هذا العدوان بالسلاح والقلم، هل من آجل هذه المعيشة السيئة صمدنا وقاومنا وعرضنا حياة أهلنا للخطر؟.
لماذا كل هذا التراخي والتخاذل لتحقيق الجزء الآخر من النصر، بتوفير الحياة الكريمة للناس، الحلول مطروحة على طاولتكم من أشهر تنتظر قرارات شجاعة مثل قرار بقاءك في عملك ومكتبكم وسط طرابلس تحت تحليق الطيران الامارتي ومدافع فاغنر الروسية.
نصيحة من شخص لا يطمح في منصب ولا ينتظر مكرمة أو يسعى لتمكن من أحد السفارات، كما فعل ولازال من يطرق باب مكتبك يومياً مهدداً أو متزلفاً، قف وأعلنها آنك مع الشعب وحقوقه، أنفض عنك الفاسدين المحيطين بك من جعلوا حياة الناس لا تطاق ولا تحتمل.
الحلول موجودة أولها لا تصالح مع حفتر ومن معه، وثانيها إصلاح بيت حكومتك المتهالك، وثالثها طرح مشروع ينتهي بتسليم السلطة وفق دستور يضمن استمرارية الحياة المدنية.
التخبط الذي تشهده الحكومة سوف يستغله من هم اعدائكم وأعداء الشعب، وقتها لن ينفع التأسف على كل الفرص الضائعة.

وسوم:

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.