الرئيسية ليبيا إبراهيم موسى قرادة يكتب … “ما بعد الرجمة.. مستقبل المشير ومصيره”

إبراهيم موسى قرادة يكتب … “ما بعد الرجمة.. مستقبل المشير ومصيره”

الخميس 04 يونيو 2020 - 9:56 ص

المشير حفتر في مصر، وهل ومتى يزور الوزير سامح شكري طرابلس او بنغازي؟!

هل الزيارة بناء على دعوة ام رغبة؟

كمدخل، مع عودة وتوسع تواصل العالم مع حكومة الوفاق ونجاحها في فك وتفكيك الطوق بانتصار قوات البركان وتحولها للهجوم السياسي. وايضاً، مع المستشار عقيلة صالح بعد المبادرة التي اعتبرها بعض الدول كمقدمة لحل سياسي وكإعلان لنهاية مشروع المشير حفتر العسكري. وما يعنيه من تقلص وجفاف وتساقط أوراق مناورته. اما هناك مفاجأه.

ليس سراً ان مصر دعمت وتدعم المشير حفتر منذ سنوات، سياسياً وعمليتيًا ومعلومتيًا واعلاميًا، مباشرة او كممر.

زيارة المشير حفتر لمصر، بعد التطورات الميدانية الحاسمة وتوالي انكسار قواته، وتغير في توجهات المجتمع الدولي سواء داعميه او خصومه، بالاضافة إلى تزعزع قبضته الوحيدة على برقة، شرق ليبيا، المجاورة لمصر والمتداخلة معها، كنتيجة لانتصارات المتتالية لقوات بركان الغضب العسكرية والمنعكسة سياسيًا على قوة حكومة الوفاق ايجابيًا.

في مثلما لقاء، ومباشرة بعد زيارة المستشار عقيلة صالح لمصر- والذي برز دوره المحلي والدولي بوضوح مؤخراً مسنودا بزخم اجتماعي قبلي- فمن المتوقع وبلغة السياسة الجافة والصريحة التي تحركها دوماً المصالح والامن كأولوية، فمن من المتوقع والمحتمل تداول:

1- ان تكون زيارة حفتر صعبة جداً عليه، وقد يسمع كلامًا قاسيًا ومحرجًا على إخفاقه العسكري والسياسي، رغم وبعد كل الدعم والوقت، على اثر خسارته وتضييع فرص على داعميه، وخسارة ما كلفهم ذلك وتبعاته؛

2- ان يتم تطوير مقاربات جديدة تتركز على اهمية ودعم سيطرته على برقة واجزاء من ليبيا، كورقة جيوسياسية وتفاوضية؛

3- ان يتم الاتفاق على تعهدات والتزامات وتسويات سياسية او اقتصادية او تحالفية او تسهيلات مستقبلية بين البلدين، ترحل للمستقبل لتنفيذها او اعادة التفاوض حولها؛

4- توثيق ضمانات سداد الفاتورة لتكلفة الحرب، وعدم تبخرها، سواء لمصر او لبعض الدول الداعمة؛

5- ان يتم ابلاغه بأن عمره السياسي انتهى، وان دوره ومهتمه في الفترة المتبقية محصورة في مساعدة وريث او بديل سياسي وعسكري له، ضمن مبادرة المستشار عقيلة؛

6- من ضئيل الاحتمال، الاتفاق على اعادة وتعزيز دعم المشير حفتر لتموضع جديد لقيادة حملة جديدة للسيطرة على كل ليبيا، لتكلفة ذلك، ولتراجع ثقة الداعمين الدوليين وقاعدته الداخلية في قدرته وكفاءته لذلك، بحكم النتائج المحصودة؛

7- ان تطول زيارة وإقامة المشير لمصر لتوفير المجال لتمكن البديل، بالتعاون مع المستشار عقيلة، الذي كان في مصر (هذا الاحتمال، يُذكر بالقذافي وكيف كان يستدعي ويحجز الرئيس التشادي الأسبق، كوكوني وداي + اهتزاز وصعوبات سياسية ونفسية سيواجهها حفتر في ومع دوائره ومحيطه!)؛

8- كما ان احتمال استطالة وابقاء المشير في مصر قد يكون لحمايته من التداعيات والمطلبات الدولية لاغلاق ملف “صداع” مزعج للعديد من الاطراف (مع تسويق لاسباب صحية او استقالة كمثال)، بالنظر لاحتمال عدم وجود دول راغبة في استقباله.

في كل الأحوال ستكون هذه الزيارة مفصلية وحاسمة، إن لم تكن الاخيرة للمشير بصفته الوظيفية، بالبساط الأحمر حتى مداخل القصور الرئاسية.

المشير حفتر شخص عابر في السياسة كأي سياسي يدخل يوماً للتاريخ، ومصر دولة باقية لها تاريخ ومستقبل وحاضر. وتماماً كما انتهى زين العابدين في السعودية وبقت تونس، وانتهى شاه ايران في مصر وبقت ايران، وانتهى حبري في السنغال وبقاء تشاد، قبل محاكمته.

بحكم الاوضاع والظرف الراهن، فالخيارات صعبة وحرجة لمصر كدولة جوار مهمة، وبالتأكيد ان مصر تضع كل الخيارات المتاحة وتدرسها ثم تغربلها لتقرر باختيار انتهاج احدها. ولعل موقف والتفاهمات مع الإمارات تقيد حيز مناورة مصر.

الاحتمالات عديدة، بعضها يبدو متطرف حد الاستبعاد عند البعض، وما يحدد الاتجاه هو الحسابات السياسية المقيدة بالمصالح المتشعبة والامن المحدد، بجانب مراعاة التوازنات والتشاورات الدولية والإقليمية، في ظل حمى نشاط دولي حول ليبيا.

وفي ضو السياقات والتطورات، لا يستبعد لقاء عالي المستوى معلن بين حكومة الوفاق والحكومة المصرية، تمهيدًا لزيادة تطبيع وفتح صفحة جديدة.

النصر العسكري فالانتصار السياسي يضع اثقال معقد امام حكومة الوفاق في بحر العلاقات الدولية المعقدة والمعلمة وأمواجه المتقلبة. والحرب لم تنتهي يعد بل مرحلة حاسمة.

ولا يوجد غريب في السياسة إلا المستحيل!

وسوم:

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.