الرئيسية ليبيا السفير الامريكي لدى ليبيا :اللواء المتقاعد حفتر يستخدم مرتزقة ولا يحترم سيادة ليبيا

السفير الامريكي لدى ليبيا :اللواء المتقاعد حفتر يستخدم مرتزقة ولا يحترم سيادة ليبيا

الأحد 17 مايو 2020 - 4:31 ص

اعتبر السفير الأمريكي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند أن ما يحدث في ليبيا اليوم حربٌ إقليمية بالوكالة. وقال إن وجود ما يقرب من 2000 من مرتزقة شركة فاغنر الروسية الخاصة، والمعدات العسكرية المتطورة التي يملكونها لا يدل على احترام سيادة ليبيا أو سلامتها الإقليمية.

وأكد في حديث اجرته صحيفة ”القدس العربي” أنّ الولايات المتحدة “تريد أن ترى نهاية للهجوم الذي تشنّه القوات المسلحة العربية الليبية على طرابلس، ووقف دائم لإطلاق النار، وحل سلمي تفاوضي للنزاع”.

وأضاف أن اللواء المتقاعد خليفة حفتر “لديه نفوذ، ولكنني أعتقد أنه ذكي بما يكفي لإدراك أنّ نفوذه ينحسر مع كل يوم تستمر فيه المواجهات، وهو عرضة لخطر فقدان كلّ شرعية سياسية، ما لم يسمح للشرق بالتفاوض”. وزاد “لقد بدأت الدول التي تدعمه تدرك أنّ أهدافها في مكافحة الإرهاب قد تمّ تقويضها من خلال الهجوم الذي شنّته القوات المسلحة العربية الليبية (على طرابلس)”.

وهنا نص الحوار:

* ما هي التداعيات العسكرية والسياسية المتوقعة للمعارك الدائرة في جنوب طرابلس وقاعدة الوطية الجوية؟

**تعتبر الولايات المتحدة هذا بمثابة تصعيد خطر يمكن أن يوسّع الحرب لتشمل مجال الطيران. ولكننا ندرك أنّ ذلك كان ردّا على الهجوم من الشرق. لذا يحتاج الوضع إلى إيقاف الهجوم بحيث يمكن لجميع الأطراف أن تبدأ في خفض التوتّر.

* ما مدى تأثير القوى الخارجية على تطور النزاع المحلي في ليبيا؟

** التأثير سلبي بطريقتين: أولًا، سيكون هناك المزيد من إراقة الدماء والإصابات في صفوف المدنيين، إذ يتم إدخال المزيد من المقاتلين والمعدات المتطوّرة في المعارك. ثانياً، سيفقد الليبيون السيطرة على سيادة بلدهم مع تنامي النفوذ الخارجي.

* يعتقد محللون أنه منذ مقتل السفير كريس ستيفنز، قرّرت الولايات المتحدة فك الارتباط بليبيا. هل هذا صحيح؟

** لا، أبدا، فالولايات المتحدة لا تزال منخرطة في المسار الدبلوماسي والسياسي والاقتصادي. وقابلتُ العديد من الليبيين والقادة الليبيين، وأشعر بالدهشة والاعجاب إذ أنّ عددا كبيرا منهم يثمنون الدور الأمريكي، ويريدون مناّ أن نلعب دورا بناء. ويجب أن ألاحظ أيضًا أنّه في إطار المساهمة في مكافحة فيروس كورونا المستجد، تعهّدت الولايات المتحدة بتقديم أكثر من 12 مليون دولار، في شكل مساعدات، للكشف عن الفيروس، ومنع انتشاره والسيطرة عليه في ليبيا.

* أعلن الرئيس ترامب، عند استقباله رئيس الوزراء الإيطالي في البيت الأبيض، أنّ إيطاليا هي الشريك الرئيسي للولايات المتحدة في الملف الليبي، ماذا كان يقصد؟

**تقرّ الولايات المتحدة بأنّ حل الأزمة في ليبيا يتطلب مشاركة العديد من الدول، بما في ذلك إيطاليا على الأقل، ونحن حريصون على الشراكة مع جميع تلك الدول، لتيسير التوصل إلى حلّ تفاوضي للصراع.

* في 19 نيسان/ابريل 2019، أكد البيت الأبيض أنّ الرئيس ترامب اتصل بحفتر قبل أيام، وتحديدا يوم الاثنين 15 نيسان/أبريل، واعترف ترامب “بدور المشير حفتر الكبير في مكافحة الإرهاب وحماية موارد ليبيا النفطية”، كيف تفسر هذا التحيُز؟

** ليس هناك أيّ تحيز، إذ أن كلا من القوات المسلحة العربية الليبية وحكومة الوفاق الوطني شركاء مهمّين للولايات المتحدة في الحرب ضد الإرهاب. ولا يمكنني الحديث عن مكالمة هاتفية تمّت قبل تولّي منصبي، ولكن ما يمكنني أن أخبرك به اليوم، هو أنّ الولايات المتحدة تريد أن ترى نهاية للهجوم الذي تشنّه القوات المسلحة العربية الليبية على طرابلس، ووقف دائم لإطلاق النار، وحل سلمي تفاوضي للنزاع. حفتر لديه نفوذ، ولكن أعتقد أنه ذكي بما يكفي لإدراك أنّ نفوذه ينحسر مع كل يوم تستمر فيه المواجهات، وهو عرضة لخطر فقدان كلّ شرعية سياسية ما لم يسمح للشرق بالتفاوض. وقد بدأت الدول التي تدعمه تدرك أنّ أهدافها في مكافحة الإرهاب قد تمّ تقويضها من خلال الهجوم الذي شنّته القوات المسلحة العربية الليبية.

* ما مدى احتمال أن يتحوّل الصراع في ليبيا إلى حرب إقليمية بالوكالة، أو حتى حرب اقليمية مباشرة؟

** إنّها بالفعل حرب إقليمية بالوكالة، والتحدي المطروح هو إبقاؤها بمنأى عن التصعيد والتحوّل إلى مواجهة مباشرة بين الدول في المنطقة. وأنا مقتنع بأنّه لا توجد دولة تريد ذلك، وسوف يبحثون عن طرق للتعامل مع مصالحهم من خلال التفاوض. وسنعمل على تعزيز هذا التوجّه.

* كيف ترى دور روسيا في ليبيا، خاصة بعد إرسال مرتزقة من مجموعة فاغنر؟

** وجود ما يقرب من 2000 من مرتزقة فاغنر والمعدات العسكرية المتطورة التي يملكونها ليس احترامًا لسيادة ليبيا أو سلامتها الإقليمية. نحن نؤمن بأنّ روسيا قادرة على متابعة مصالحها المشروعة من خلال وسائل عادية أكثر.

* هل تعتقد أن الانتقال إلى نظام سياسي ديمقراطي مستقر في ليبيا لا يزال هدفا واقعياً، بالرغم من وجود الميليشيات المسلحة؟

** هذا ليس هدفا واقعيا فقط، بل هو ضرورة لا مفرّ منها. إنّنا في القرن الحادي والعشرين، وأنا لا أعتقد أن الشعب الليبي سيقبل بأقل من الديمقراطية الكاملة. وكما قال لي أحد الدكاترة الليبيين، “بعد 42 عامًا من الظلام، يستحق الليبيون أن يروا الشمس”. الميليشيات في الغرب والشرق لا تُقوي شوكتها إلاّ الصراعات؛ وأخبرنا العديدُ من القادة الليبيين أنّ الميليشيات سيتم تفكيكها بمجرد انتهاء الحرب.

* لماذا في رأيكم فشلت خريطة الطريق التي تم وضعها في مؤتمر برلين؟

** لا، لم تفشل. وأنا أشيد بجهود غسان سلامة ونائبته ستيفاني ويليامز لوضع هيكلية من أجل السلام، بقيادة المستشارة ميركل. والتحدي الأكبر الآن هو أن يفي المشاركون بالتزاماتهم. ولم يكن يوجد مثل هذا الإطار من قبل، لذا الآن علينا تنفيذه. وقد استضافت إيطاليا اجتماعا لكبار المسؤولين المشاركين في مؤتمر برلين يوم الأربعاء (13 أيار/مايو الجاري) أعطى زخما جديدا لمجموعات العمل الأربع: الأمنية ​​والسياسية والاقتصادية وحقوق الإنسان. وسيتم التركيز الآن على التأكّد من أنّ الأفعال مُطابقة للكلام، وخاصةً في ما يتعلّق بحظر إرسال السلاح إلى ليبيا.

* هل ما زال اتفاق الصخيرات أساسا لتسوية سلمية في ليبيا؟

** إلى حين يتوافق الليبيون على هيكل سياسي جديد، تعتبر هذه الاتفاقية والمؤسسات المنبثقة عنها الإطار القانوني الوحيد الذي اعترفت به المجموعة الدولية. ولا يمكن للهيكل الجديد أن يظهر إلاّ من خلال المفاوضات السلمية، التي تشمل طيفا واسعا من الممثلين الليبيين. وقد عقدت الأمم المتحدة مثل هذه الملتقيات من قبلُ، وبدعم منّا، وهي على استعداد للقيام بذلك مرة أخرى. ونحن نحض جميع الأطراف على اغتنام هذه الفرصة.

* يبحث الأمين العام للأمم المتحدة عن مبعوث خاص جديد إلى ليبيا، وقد رشّح لهذا المنصب الدبلوماسي الجزائري المخضرم رمطان العمامرة، فلماذا أبديتم تحفظا على هذا الخيار؟

** العمامرة دبلوماسي بارز ومتمرّس وصديق للولايات المتحدة. وبنفس الشكل، تستمر الجزائر في لعب دور إيجابي. أما تحفظاتنا فليست لها علاقة بالعمامرة، بل بالحاجة إلى اتخاذ قرار بشأن بعض الإصلاحات الرئيسية في بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، قبل تسمية ممثل خاص جديد للأمين العام. وقد بدأنا مناقشات حول هذا الأمر في الأمم المتحدة، حتى نتمكن من التحرك بسرعة في موضوع القيادة الجديدة.

* ما الذي يمكن أن تفعله الدول المجاورة للدفع باتجاه تسوية سلمية؟

** زرت الجزائر والقاهرة، والتقيت هنا في تونس بالمسؤولين التونسيين، وهم جميعًا يصرحون بأنهم لا يريدون الانحياز لأي طرف في الصراع الداخلي الليبي، ولا يريدون أطرافا خارجية تؤجج فتيل الحرب، ونحن نثمن هذه المواقف عاليا. وتعدّ أصواتهم مهمّة للغاية على وجه التحديد لأنّهم جيران ليبيا.

* في ظل حرب أهلية وحشية، تنظر بعض الشركات الليبية وعدد من الشبان إلى المستقبل، ويعتمدون بعض مناهج العمل المتطورة، لكنها ما تزال مناهج مستجدّة في ليبيا، كيف يمكن دعم هؤلاء والأخذ بيدهم؟

** الشركات الأمريكية على استعداد للعودة إلى ليبيا بمجرد توقف القتال، ويمكن أن تكون شريكة ممتازة للشركات المحلية، إذ أن ليبيا تعيد بناء اقتصادها. وحتى في الوقت الراهن، هناك غرفة تجارة أمريكية في طرابلس، وجمعية رجال أعمال أمريكية ليبية في واشنطن على استعداد للمشاركة. والمهم هو إنهاء القتال وإرساء حكومة فعالة يمكن أن تخلق مناخا مستقرا ومؤاتيا للاستثمار لاستقطاب الشركات الأجنبية والسماح للقطاع الخاص الليبي بالازدهار.

* كتب نائب وزير الخارجية الأسبق جيفري فيلتمان أنّ الرئيس الأسبق للمكتب التنفيذي في الفترة الانتقالية (2011) الراحل محمود جبريل، كان من بين عدد قليل من التكنوقراط الذين نجوا من القروش المفترسة الُمُحيطة بالقذافي، هل تشاطر هذا الرأي؟

** تشرّفت بمقابلة جبريل مرتين في السنة الماضية، وتعلمت كثيرا منه حول ليبيا. وأعتقد أنّه كان يسعى بصدق للمساهمة في حل سلمي للصراع، وقد شعرت بأسف شديد لسماع نبأ وفاته، بسبب وباء فيروس كورونا.

 

المصدر

وسوم:

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.