الرئيسية مقالات إبراهيم حميدان يكتب … ” الإعلام المضلل من أحمد سعيد إلى محمد الصحاف إلى المسماري”

إبراهيم حميدان يكتب … ” الإعلام المضلل من أحمد سعيد إلى محمد الصحاف إلى المسماري”

الثلاثاء 26 نوفمبر 2019 - 1:27 ص

إعلام أحمد سعيد الذي ضلل العقول خلال الستينات وبشر الجماهير العربية التي كانت تتابعه عبر الراديو بقرب وصول الجيش المصري إلى تل أبيب فيما كانت كانت الطائرات الإسرائيلية تدك الطائرات المصرية وهي جاثمة على الأرض في مطاراتها ، هذا الإعلام عاد بقوة مع الغزو الأمريكي للعراق في 2003 مع ” محمد سعيد الصحاف ” وزير الإعلام العراقي الذي كان حينئذ يعقد المؤتمرات الصحفيه يعلن فيها الانتصارات الوهمية على القوات الأمريكية فيما كانت تلك القوات تقترب من بغداد

هذا الإعلام مازال حاضرا معنا اليوم في الأزمة اللييبية ، عبر وجوه عديدة على الشاشات التلفزية وعلى وسائل التواصل الاجتماعي ، و أبرز ممثليه في تقديري هو أحمد المسماري الناطق باسم مايسمى القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية ، ومثلما كان الناس خلال الستينيات يصدقون احمد سعيد ، ويصفقون للصحاف في 2003 مازال االكثيرون يصدقون المسماري وأمثاله من المضللين الذين تمتلئ بهم الشاشات الليبية ووسائل التواصل الاجتماعي ، ولاأرى املا في زوال هذا الإعلام المضلل في المدى القريب في غياب سلطة الدولة التي تعاقب المؤسسة الإعلامية المتورطة في الكذب والتضليل والتزوير ، وفي غياب النقابة الصحفية التي تحاسب أعضائئها على مخالفاتهم للقانون الذي ينظم المهنة

وفي ظل سقوط إعلاميين ومثقفين هم على استعداد لأن يبيعوا ضمائرهم لمن يدفع ، والأهم من هذا ، في ظل غياب مشروع إصلاحي شامل لمنظومة التعليم الذي مازال يقوم على التلقين والحفظ والترديد ، ومازال يقوم على تعليم الحقيقة الواحدة التي ينطق بها الكتاب المدرسي أو تنطق بها المعلمة أو الأستاذ الجامعي ، تعليم يغيب عنه النقاش الحر ، والنقد ، نقد الآخر ، ونقد الذات الجماعية والفردية ، ونقد الأفكار ، والتفاعل ، وإثارة الأسئلة ، والشك والتمحيص ،تعليم يكتظ بالمسلمات والبديهيات وتقديس مايقوله الكتاب أو ماتقوله المعلمة أو الأستاذ الجامعي ، ويحول الطالب إلى ببغاء يكرر ويُعيد مايسمعه ومايقرأه ، ولايمتلك الجرأة في أن يشكك في صحة مايُكتب ومايُقال له ،لأنه لم يتدرب في مدرسته وفي معهده وجامعته على طرح الأسئلة ، وعلى النقد ، وعلى النزاهة العلمية ، والموضوعية ، وبالتالي هذا كله لايساعده في أن يشكل لنفسه رأيا مستقلا ، وأن يكون له التفكير المستقل ، فهو بحاجة إلى المعلم أو الأستاذ الجامعي كي يقول له ماهو الخطأ أو الصواب ،وفي غيابهما يبحث عن محلل سياسي أو ناطق عسكري أو أي نصاب افعوان يملأ رأسه بالأكاذيب دون أن يجرؤ على التفكير في مدى صحتها ، فتكون مخرجات منظومة هذا التعليم في النهاية شخصيات تحمل شهادات ، وبعضها شهادات عليا ، لكنها عاجزة عن استخدام عقولها بصورة صحيحة ، شخصيات رغم التقدم التقني الذي وفر امكانية التحقق من صدقية الأخبار وملاحقتها في أكثر من مصدر إلا أنها جاهزة لتصديق أول أحمد سعيد أوسعيد الصحاف أو مسماري يُمطرها بالأكاذيب

 

وسوم:

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.