الرئيسية ليبيا ابراهيم موسى قراد يكتب … ” اخطر خمس خطابات في تاريخ ليبيا المستقلة “

ابراهيم موسى قراد يكتب … ” اخطر خمس خطابات في تاريخ ليبيا المستقلة “

الثلاثاء 05 نوفمبر 2019 - 12:57 م

اليوم وبعد سبع أشهر على الحرب، عدت واستمعت لكلمة المشير خليفة حفتر المؤذنة بإطلاق العملية الحربية للسيطرة على طرابلس. المثير هو إطلاق اسم “الفتح المبين” على العملية. في سياق الاصطلاح، فـ”الفتح” هو النصر على العدو والغلبة والاستيلاء على بلاده بالقوة، وفي السردية التاريخية هو غزو المسلمين لمناطق غير مسلمة، وفي الترجيح الفقهي فالفتح المبين هو عملية دخول المسلمين لمكة المكرمة وتطهيرها من الكفار والأصنام. (معاني الفتح الاخرى هي أضداد الغلق والانغلاق).

واستطراداً لما سبق، وبدون الدخول في الجدل الدائر والمواقف حول الحرب فاختيار مسمى “الفتح المبين” هو اختيار ومسار شائك وطنياً وسياسياً، وزاد من التباسه ورود لفظة “لبيك” في نفس الكلمة. وأمامنا المعاش منذ سبع اشهر متواصلة من الحرب على طرابلس بما سببته من فقدان في الأرواح ونزيف في الدماء وخسائر في العمران وخراب العلاقات وتمزيق المجتمع. هذه الحرب توقع البعض انها جولة خاطفة، إلا أن مداها طال وعواقبها ستكون مزعجة وتداعياتها مرعبة ولمدى طويل.

هذه الكلمة- في رأيّ- هي من اخطر واهم خمس خطب مفصلية في تاريخ الدولة القومية الليبية منذ استقلالها:

1- خطاب الاستقلال، ديسمبر 1951، الذي ألقاه الملك ادريس السنوسي، واهم فقراته: ” وإنه لمن أعزّ أمانينا، كما تعرفون، أن تحيا البلاد حياة دستورية صحيحة..ونحن نعاهد الله والوطن، في هذه الفترة الخطيرة التي تجتازها البلاد، أن نبذل كل جهدنا بما يعود بالمصلحة والرفاهية لشعبنا الكريم، حتى تتحقق أهدافنا السامية، وتتبوأ بلادنا العزيزة المكان اللائق بها بين الأمم الحرة”.

2- خطاب النقاط الخمس للعقيد القذافي، 15 أبريل 1973، والنقاط هي: تعطيل كافة القوانين المعمول بها، القضاء على الحزبيين وأعداء الثورة، إعلان الثورة الثقافية، إعلان الثورة الإدارية والقضاء على البيروقراطية، وإعلان الثورة الشعبية.

هذا الخطاب دشن لمرحلة العنف والتصفية الثورية للمخالفين سياسياً وفكرياً، وكان البداية لضرب المؤسساتية في الدولة الليبية.

3- خطاب العقيد القذافي، 22 فبراير 2011، والمعروف بـ”زنقة- زنقة”، والذي ورد فيه: نحن أجدر بليبيا من تلك الجرذان وأولئك المأجورين.. لعنة الله عليهم.. تركوا العار لعائلاتهم إذا كانت عندهم عائلات.. حفنة من شذاذ الآفاق المأجورين من هؤلاء القطط والفئران التي تقفز من شارع إلى شارع ؛ ومن زنقة إلى زنقة ، في الظلام.. نحن لم نستخدم القوة بعد.. تخرجون من كل المدن الليبية والقرى الليبية التي هي تحب (معمر القذافي)، لأن «معمر القذافي» هو المجد.. أهكذا تريدون أن تصبح بنغازي دمار، ستقطع عليها الكهرباء ؛ وتقطع عليها المياه.. لقد إنتهى..لقد تم توزيع الضباط الوحدويين الأحرار، على كل قبائلهم ومناطقهم، ليقودوا.. ويطهروها من هذه الجرذان.. وسنزحف أنا والملايين، لتطهير ليبيا شبر شبر، بيت بيت، دار دار، زنقه زنقه، فرد فرد، حتى تتطهر البلاد من الدنس والأنجاس. (ويضاف إلى هذا الكلمة خطاب “من انتم؟”.)

4- خطاب التحرير، 23 أكتوبر 2011، ألقاه المستشار مصطفى عبد الجليل. وأهميته في الحدث وتداعياته، لا في محتواه.

5- كلمة المشير خليفة حفتر، 4 أبريل 2018، في انطلاقة حرب السيطرة على طرابلس: “‪اليوم نزلزل الأرض تحت أقدام الظالمين الذين طغوا في البلاد.. يرتفع صوتنا ليدوي صداه في كل سماء. لبيك طرابلس لبيك. لبيك طرابلس لبيك.. أيها الأبطال الأشاوس لقد دقت الساعة، وآن الأوان وحان موعدنا مع الفتح المبين.. من ألقى سلاحه منهم، فهو آمن، ومن لزم بيته، فهو آمن ومن رفع الراية البيضاء فهو آمن‬.”

الفقرات السابقة مأخوذة من الخطب المنشورة وهي مأخوذة من نصوص اوسع، بمعنى ان معناها غير متكامل، إلا ان الألفاظ والتعابير والجمل كما هي لغة ليست محايدة ولها محمول ومفهوم عام لدى المتلقين حسب اختلاف وأنواع وأفهامهم وتوجهاتهم. وإذا اعتبرنا خطاب الاستقلال كمعيار قياس، نلاحظ أنه كان خطاب وطني سامي جامع انطلق وتوجه لكافة الليبيين بدون تمييز وتفريقهم ضد بعضهم البعض.

وصدق الله العظيم:{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَآءِ* تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ* وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ}

الدبلوماسي الليبي ابراهيم موسى قراد 

وسوم:

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.