الرئيسية مقالات العنف والسلام نقيضان لا يجتمعان في بيئة واحدة.!!

العنف والسلام نقيضان لا يجتمعان في بيئة واحدة.!!

الجمعة 08 فبراير 2019 - 3:18 ص

العنف والسلام نقيضان لا يجتمعان في بيئة واحدة.!!

بقلم/ د. فرج دردور

جيل بدأ حياته يحمل هروات وسواطير تحت مقاعد سيارته ليضرب بها، وطور نفسه عندما اتاحت له الفرصة بحمل السلاح، فمن مشاجرات الاعراس ليلة الخميس، الى مشاجرات المحاور داخل المدن وخارجها، فقضوا على كل مقومات الحياة، وجعلوا ليبيا في أسفل السافلين، ولا زالوا يتخاصمون على منصب قائد الجيش لعلاقته بتوليد العنف.!

وحين تم تهميش العلماء والمثقفين منذ عقود مضت، تقدم الرويبضة بسب انتشار العنف، يقودون المشهد، وصار السفهاء يرمون المختلفين بالقذورات – مع احترامي لكم – كنوع من (الحكمة) الذي يجعل وزيرة أنثى في الحكومة المؤقتة، تعلق في صفحة تنشر قائمة من السب، بكلمة ( أحسنت مع قليب احمر)، وسبب تفاعلها مع الأطفال المراهفين، هو انها داعمة للجيش كما تدعي، لأنه يشبع رغبتها في الانتقام بتوليد العنف، بينما نظائرها من العالم الآخر، يدعمون التربية والتعليم التي افتقدتها هذه الوزيرة.

بعض الذين يدعون الثقافة ولاسباب سياسية، بهدف القفز على السلطة بدون الاجتهاد في تقديم مشروع يخدم البلاد والعباد، يصورون بأن مناصريهم ملائكة وغيرهم شياطين، في حين أنهم ترعرعوا في نفس البيئة التي استمدوا منها سلوك العنف وعدم احترام الرأي الآخر والتصلب حول فكرة واحدة، وتعلموا منها أيضا الاكل حتى التخمة وليس الشبع، الأمر الذي يعكسه سلوك الجشع والانانية التى يتصف بها جيل كامل الا ما رحم ربنا، فلا فكر متميز ولا نظام غذائي غني ينمي الذكاء.

هؤلاء انفسهم ينقصهم العلم الذي لو نالوا قصت كافيء منه، لعلموا أن تقييم حالهم وحال ما وصل إليه بعض من شعبهم، يؤخذ نتائجه من النظرة الخارجية المسلطة على ليبيا ، فالروائح الكريهة – مع احترامي لكم –  لا يشمها الا من كان خارج مصدرها.

وهكذا اليوم انقسم العالم بين من ينظر لليبيين بعين العطف، وبين من يعتبرهم قوم غجر يمنع طائراتهم من الهبوط في مطاراتهم ويرفض منحهم التأشيرة لدخول بلدانهم، ولا اعتقد ان بعض الليبيين معفيين من هذه النظرة العالمية المزدرية….!!

في ليبيا اليوم، نحتاج الى استثمار في التعليم وليس في السلاح، لأن بالتعليم يتم تعديل المفاهيم الخاطئة وتقويم السلوك، ونشر ثقافة التسامح، وتقديس العمل ومراجعة الانتاج اليومي لكل فرد.

وتوليد العنف وافشاء السلام نقيضان لا يجتمعان في بيئة واحدة، فالأول منشأه الجهل، والثاني منشأه العلم، وقد ارتقت الأمم بالعلم وليس بحمل السلاح!!!

وسوم:

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.