في 19 يونيو 2024، ظهرت تقارير تفيد بأن الرئيس التشادي محمد “كاكا” إدريس ديبي عقد اجتماعًا سريًا مع صدام خليفة حفتر رئيس الاركان البرية لقيادة العامة للجيش في شرق ليبيا , بحضور رئيس المخابرات التشادية يوسف بوي. وتم الإبلاغ بأن الاجتماع عُقد لمناقشة تقديم الدعم العسكري لمليشيا قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي في إقليم دارفور بالسودان.
وفقًا للصحفي السوداني عبد الماجد عبد الحميد، المقرب من الجيش السوداني، فإن كتيبة “سبل السلام” الموالية لحفتر تعمل على توفير الأسلحة الثقيلة والذخيرة، بما في ذلك مدافع الهاون، من مخزون اللواء 106 الذي يقوده خالد خليفة حفتر، ونقلها إلى عناصر المليشيات المتمردة داخل السودان.
كشف مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة الحارث إدريس ، عن تورط قوات “اللواء 106″ التابع لخالد حفتر في توريد شحنات الذخيرة وقذائف الهاون إلى”ميليشيا الدعم السريع” عبر بلدة الكفرة الحدودية مع السودان.
رفضت الحكومة الليبية في شرق البلاد برئاسة أسامة حماد في بيان لها الاتهامات التي وجهها مندوب السودان لدى الأمم المتحدة إلى ليبيا بشأن دعم أحد الأطراف في الصراع وتؤكد أن القوات الليبية تعمل فقط على تأمين الحدود وأن ليبيا تنأى بنفسها عن التدخل في الشؤون الداخلية للسودان، وتحذر جميع الأطراف من الزج بها في هذا النزاع.
في الوقت نفسه، تؤكد الحكومة الليبية على الخطوات الفعالة التي اتخذتها لاستقبال الأعداد الكبيرة من النازحين واللاجئين السودانيين إلى ليبيا وقدمت المساعدات الطارئة الطبية والغذائية والدعم النفسي لأكثر من 400 ألف نازح سوداني من مختلف الأعمار والفئات دون أي مساعدات دولية أو إقليمية رغم ما تمر به من أزمات



معسكر الزرق
خلال الأيام العشرة الماضية، شهدت منطقة شمال دارفور في السودان اشتباكات دامية بين قوات الجيش السوداني وميليشيات قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”.
المعارك دارت حول السيطرة على معسكر الرزق التابع لقوات الدعم السريع، وهو موقع استراتيجي مهم لهذه القوات كونه المعسكر الأخير لها في شمال دارفور بالقرب من الحدود الليبية. ويعتبر هذا المعسكر نقطة حيوية لحصول قوات الدعم السريع على الإمدادات العسكرية القادمة من ليبيا والتشاد.
وفي مطلع عام 2024، قام الجيش السوداني بشن غارات جوية على معسكر الرزق في محاولة لاستعادة السيطرة عليه. ومع ذلك، لم تحسم المعارك السيطرة التامة لأي من الطرفين على هذا الموقع الاستراتيجي حتى الآن.
وثائق تورط عدة اطراف لدى الحكومة السودانية
كشف رئيس اتحاد الصحفيين السودانيين “صادق الزريقي” عن وجود وثائق تحصلت عليها الحكومة السودانية حول التحويلات المالية من الإمارات إلى نجل حفتر مقابل دعم ميليشيا الدعم السريع في الحرب السودانية .
انقسام داخلي تشادي حول دعم حميدتي
أثار هذا التطور انقسامات داخلية خطيرة داخل الحكومة التشادية. حذر عدد من الوزراء البارزين ومسؤولي الأمن الرئيس كاكا من العواقب السياسية والأمنية المحتملة لدعم قوات الدعم السريع في دارفور.
ويخشون أن يؤدي هذا الدعم إلى تصعيد التوترات الإقليمية وتقويض الجهود الرامية إلى استقرار منطقة دارفور، فضلاً عن التأثير السلبي على علاقات تشاد مع السودان.
يأتي هذا الخلاف في الوقت الذي تواجه فيه مليشيا قوات الدعم السريع هزائم متتالية في معاركها مع القوات الحكومية السودانية حول مدينة الفاشر الاستراتيجية وهذا يثير تساؤلات حول دوافع الرئيس كاكا لتقديم هذا الدعم للمليشيا المتمردة على النظام السوداني.