الرئيسية ليبيا المركز الليبي للدراسات الأمنية والعسكرية: فرنسا عينها على الجنوب الليبي

المركز الليبي للدراسات الأمنية والعسكرية: فرنسا عينها على الجنوب الليبي

السبت 27 مايو 2023 - 5:02 م

أكد المركز الليبي للدراسات الأمنية والعسكرية في تقرير له، أن تحركات الدبلوماسية الفرنسية بخصوص الملف الليبي مؤخرا، تعتبر مؤشرا على استشعار باريس للكثير من التهديدات التي باتت تعمل على سحب البساط من مناطق نفوذها، فإقليم فزان بمنفذ بحري في مدينة سرت على البحر المتوسط بنظام الحكم الفيدرالي أو بأي صيغة ذات مضمون مستقل، هو أحد تطلعات فرنسا، وأحد مطامح الكثيرين الذين يتناغمون مع المشروع الفرنسي لربط الجنوب الليبي بدول مناطق الصحراء، اقتناعاً منهم بضرورة مغادرة وصاية الشمال على الجنوب وسوء تقديرهم لأهميته ، وتقديرا ًلامكانية تنمية ونهظة فزان بأيادي أبناءها الذين تم خذلانهم من شركاء الوطن ، والدولة الفرنسية وحلفاءها في المنطقة يحاولون أن يستثمروا هذا الخذلان في تمرير مخططهم والذي بات يقنع الكثيرين من ابناء الجنوب حسب ما جاء في تقرير المركز

وأضاف التقرير أن العلاقة الفرنسية القوية مع محمد بوعزوم رئيس النيجر هي أحد نقاط التوظيف التي تسعى من خلالها فرنسا إلى استغلال ارتباطه الإجتماعي بأبناء عمومته من قبيلة أولاد اسليمان في سبها ، لصالح إعادة تمدد فرنسا في الجنوب الليبي ، إضافة الى آفاق العلاقة الواضحة مع المشير حفتر فهي مفتاح مهم جداً في الولوج الأمني والعسكري في الجنوب الليبي، كما أن فرنسا تسعى للعمل على ربط القواعد الفرنسية في تشاد والنيجر مع مشروع قاعدة في الجنوب الليبي هو ما يعتبر حلم فرنسي يتم الترتيب له.

وأشار التقرير إلى أن فرنسا تستغل كغيرها من اللاعبين الدوليين ، حالة التهميش التي يشعر بها سكان الجنوب من قبل الشمال ، وتعمل على تضخيم هذا الشعور بإبراز ذلك في لقاءاتها الغير رسمية مع النشطاء السياسيين من المنطقة، وفي حسابات الربح الفرنسية فإنها لازالت تراهن من خلال نفوذها السابق في الجنوب الليبي على عمق تحالفاتها السابقة مع أطراف محلية، وأنها يمكن من خلالها توظيف هذا العامل لمنع توسع و انتشار دول مثل تركيا وإيطاليا وروسيا في الجنوب الليبي.

كما اعتبر المركز أن وجود عملة الفرنك أحد أهم الأوراق الرابحة والقوية التي تعزز النفوذ الفرنسي في إفريقيا والمنطقة ، ليصل مداه إلى الجنوب الليبي ، فالعملة الفرنسية قد تصبح أحدى العملات الشائعة الاستعمال في الجنوب الليبي ، لوجود الأرضية المناسبة لذلك ، من خلال التغيير الديموغرافي القادم من دول تتداول عملة الفرنك ، وأسواق التبادل التجاري والتهريب النشط علي امتداد مناطق سبها والقطرون والمناطق الحدودية .

وعرج التقرير على القواعد الفرنسية في دول الجوار الليبي الجنوبي تشاد والنيجر ، واعتبر أنها أحد مرتكزات فرنسا التي تعول عليها في صناعة التوسع الذي تنشده ، الى جانب ورقة المعارضة التشادية ، واختراق فرنسا لبعض فصائلها هي أحد الأوراق المهمه لفرنسا للتأثير في المشهد الليبي ، كما أن علاقتها وارتباطها ببعض المكونات في الجنوب تعتبره نقاط كسب تفتقدها أطراف دولية أخرى.

ونوه المركز إلى أنه في مجال الربح والمكاسب ستضل فرنسا أيضاً حاضرة من خلال اللغة ، والإرتباط التعليمي والثقافي ومن خلال الدولة العميقة ، ونتيجة لذلك فهي تعمل على أن تكون جاهزة لاستعادة وتجديد ما قد تفقده من مساحات باستغلال وتوظيف لتلك العوامل.

وسوم:

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.