الرئيسية مقالات الكاتبة التونسية إسلام عيفه تكتب … “الاغتيال السياسي في قراءتين مختلفتين”

الكاتبة التونسية إسلام عيفه تكتب … “الاغتيال السياسي في قراءتين مختلفتين”

الثلاثاء 23 فبراير 2021 - 5:58 م

مابين هؤلاء و أولئك فرق كبير .. وبين ذلك الذي قضى حياته دفاعا عن الإنسانية و بين المتشبث بعرش الحكم فروق شاسعة في الغاية و الهدف .. ياسر عرفات أو أبو عمار كما كان يطلق عليه الفلسطينيون .. كان من خيرة من دافع عن قضية بلده لم يرق لأطراف دولية كانت قد تعمدت اغتياله بطريقة صامتة دون رصاص أو مشنقة فقد تم تسميمه في حين أعلن الإعلام أنه قد توفي بطريقة غامضة أو على فراش المرض .. اغتيل و قد كان ينوي أن يدافع عن أرضه و يخرج المغتصبين منها .. شأنه شأن جميع المؤمنين بإنسانية الإنسان .. في مكان آخر من الوطن العربي و منذ ثمان سنوات في تونس اغتيل أحد القادة الحراكيين .. شكري بلعيد الذي دافع عن المواطن التونسي البسيط اغتيل رميا بالرصاص يوم السادس من فيفري سنة 2013 مما تسبب في إثارة بلبلة كبيرة بين المواطنين الذين
طالبوا و مازالوا في كل ذكرى جديدة يطالبون بحق دمه و فتح تحقيق لمعرفة الجاني .. ليس بلعيد وحده في تونس و ليس الرئيس عرفات وحده في فلسطين الأبية بل هما مثالين حيين عن القلة القليلة من هذه الفئة التي دخلت الحياة السياسية لمناصرة قضاياهم .. في الاتجاه المعاكس لم يسلم السياسيون الفاسدون من الاغتيال و محاولات الاغتيال ولكن ليس من قبل أطراف دولية أو حتى داخلية لإسكات الأصوات الحرة و المنادية بحقوق الشعب .. بل من قبل أناس بسطاء لم يكن لهم ذنب سوى أنهم أرادوا العيش بأبسط الحقوق التي حتى لم يحصلوا عليها .. هكذا هي قصة ابناء ليبيا مع الراحل معمر القذاقي ..حكم البلاد 4 عقود ليست بقليلة كان لها تأثير قوي على أجيال متعاقبة عبر السنين .. في عهده بات الشعب الليبي مستعمرا من الداخل .. لم يكن مولعا سوى بتكديس السلاح و قمع حرية التعبير فكم من عائلة فقدت أبا أو ابنا و كم من مارة عابرين الشارع بسلام اختفوا قسرا عن عائلاتهم .. كان أسلوبه الترهيبي يبعث الخوف و الرعب في أنفس الكبار و الصغار حين كانت تقف سياراته الضخمة لتقل مطلوبا لديه بذنب ليس في الأصل ذنبا.. قتل القذافي على يد الثائرين ..فكان موته عبرة و كانت نهايته أجدر نهاية بكل من ظلم و استهان بالضعفاء و الصامتين طويلا .. مات القذافي ضربا بعد أن صب عليه الثوار غضبهم و غضب شعب أعزل بأكمله .. هؤلاء أبناء الشعب الذين غصوا بالوجع و ضاقوا ذرعا باستهتار و أنانية الحكام الذين حرموهم إما من قوت أو عمل أو حرية أو حتى عزيز عليهم .. وإن لم يكن حقد الشعب فهو حقد الحاشية التي تريد التمرد و التحرر و الانقلاب
الشريف تغتاله رصاصة الغدر و الطغيان .. و الطاغي تغتاله نفوس الضعفاء الصامدين و شتان بين نهاية مؤمن بقضية حملته الأكتاف و هتفت له الحناجر فصار شهيدا مكرما و مابين نهاية طاغ اغتصب الحقوق و الحريات فعاش و مات ملعونا و بقيت ذكراه مسمومة.

وسوم:

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.